عرض مشاركة واحدة
قديم 04-27-2017, 09:40 AM   #4
سيدة القصر


الصورة الرمزية سيدة القصر
سيدة القصر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Oct 2015
 أخر زيارة : 09-17-2025 (11:28 PM)
 المشاركات : 450 [ + ]
 التقييم :  14
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي دمعي عزيز ولم يزل .. بقلمي







مضت الأيام حتى أصبحت لا أفرق بينها , فقررت الخروج من روتين الحياة , ذهبت لأخبر والدي برغبتي في الخروج لكنه قال لي أن هناك عشاء عمل كبير الليلة ولا يمانع أن أحضر معه , فوافقت .. كنت دوما حين أشعر أني محبطة من داخلي أحاول أن أكون بأفضل أحوالي من الخارج ولكن يومها أردت أن أكسر كل قانون وروتين بحياتي فأخترت فستان أحمر وقد كرهت اللون الأحمر دوما .. تأنقت بشدة وذهبت مع والدي يومها الى عشاء العمل ذاك , وقد كان في مطعم فاخر كما كان محجوز بالكامل , وكان الجميع يتبادلون الحديث في تلك الحديقة المفتوحة على حوض سباحة كبير جدا , وعلى أطرافه جلسات من القش أرضيتها من الزجاج الذي تعبر الأسماك من تحته.. كان المكان يشبه كثيرا الحلم أحببته بشدة , التفت حينها لأرى ذلك المغرور ساكن منزلي بين الناس , لكن يومها كان يبدو جاد جدا , كنت أشعر أنه يراقبني بدقة , حتى انتبهت وقتها لصوت أحدهم من خلفي يناديني والتفت بسرعة لأني عرفت صوته وفعلا كان هو .. خطيبي سابقا .. عم الصمت في داخلي لحظة رؤيتي له , وسكت الضجيج في أذني وكأني لا أسمع شيئا , قال لي : كم تسعدني رؤيتك .... ولكن ما زال صمتي يغلبني .. حتى سمعت صوت تلك المرأه التي تمسك بذراعه قائلة أتعرفها ؟ . فأجابها: انها صديقة طفولة , ثم وجه نظراته لي وهو ممسك بيدها قائلا : أعرفك هذه خطيبتي .. عندها بكل غرور وبرود أجبته: عذرا أعتقد أنك مخطئ! .. هل أعرفك ؟. وحين أراد أن يتكلم أجبته: اعذرني أعتقد أن هناك من يناديني , وتحركت لأبتعد واحاول الاختفاء بين الناس ,كنت أحاول أن أتصرف بغرور شديد وبرود .. حتى زاد ضغط كبريائي على نفسي وسمعت ضحكاته هو وخطيبته , وفجأه لم أعد أشعر بجسدي وهو يرتجف, كنت غاضبة جدا حتى أدركت اني يجب أن أخرج بسرعة من ذلك المكان , فأنا أفضل أن أموت على أن يراني بحال سيئ ,عندها ذهبت بسرعة الى دورة المياه وانفجرت بالبكاء , وفجأه سمعت صوت ذلك المغرور عند الباب يناديني: يا صاحبة الرداء الأحمر . فسكت متفاجأة .. فعاود مناداتي قائلا اخرجي بسرعة . فقلت بعصبية : هل جننت ماذا تريد هذه دورة مياه للنساء .. فقال : أعلم ولذلك اخرجي بسرعة قبل أن يعتقلوني أو أموت ضربا تحت أحذية النساء . أجبته: أخرج رجاءا فلست بحال جيدة ؟ فقال : ومتى كنتي ياعنيدة ؟ فأول مرة أسقطتيني أرضا .. والثانية سقطتي غرقا .. والثالثه اتهمتيني بالعبث بأغراضك وفررتي هربا .. واليوم أنا معك في دورة مياه للنساء.. ولن أرحل حتى تتوقفي عن البكاء .. وتخرجي حالا . فخرجت عندها أرد عليه : من قال لك أني أبكي !!. سحبني من يدي عندها قائلا : عنيدة . وأخرجني وسحبني أمام الناس في تلك الحفله وقال لوالدي : ان لديه حساسيه من المأكولات البحريه ولن يستطيع العشاء في هذا المطعم لذا فسيأخذني معه حتى أدله على مطعم آخر ليتعشى به فهو لا يعرف المدينة جيدا .. فوافق والدي وكأنه قرأ رغبتي في الهروب من المكان في عيناي , خرجت معه وما ان أصبحنا في سيارته حتى قال : بامكانك البكاء الآن ان اردتي .. فأجبته : لم أكن أبكي .. هو : عنيدة .. تظنين أني غبي ؟ أليس ذلك ذو الجبهة الواسعة خطيبك السابق في ألبوم الصور .. فأنفجرت بالبكاء قائلة :


أبكاني ...


وقد كان دمعي عزيزا ولم يزل ...


أبكاني..


ومن حرقة الجفن الدمع قد نزل ...


ليطفئ لهيب قلب عن الحياة اعتزل ...


أبكاني ..


و قد كان دمعي صعب المنال ...


وكم بكى حبي دوما ولا زال ...


يعد الدمع من عينيه مدى الأزل ...


أبكاني..


أبكاني ..ذلك المغرور الأناني ...


أنهى بكبريائه فرحة زماني ...


وها أنا أجمع دموعي بسرعه بانهيار ...


خوفا أن يرى من غروري لحظة انكسار...


فيظن أن كبريائي علي قد جار ...


ومنح سموه لقبا ميزه الانتصار...


أبكاني.. نعم أبكاني ...


ووعد مني أن أرد مكاني ...


وأن أعيد لهيبة دموعي كياني ...


فضعفي ليس له ..


وفي الأصل ليس عليه رهاني ...


بعد أن قلت ذلك سكت وعم الصمت بيننا .. و أوصلني الى منزلي غارقة بالدموع .. تركني أتخلص من دموعي والتزم الصمت .. لم أعرف ان كان يواسيني بصمته أم يشفق علي ,, كل ما عرفته اني قدرت سكوته واخراجه لي من ذلك المكان يومها .. ترى ماذا بعد ذلك اليوم ؟؟


بقلمي

سيدة القصر

(سارة بنت طلال)


 

رد مع اقتباس