04-27-2017, 11:32 AM
|
#8
|
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
|
رقم العضوية : 1
|
|
تاريخ التسجيل : Oct 2015
|
|
أخر زيارة : 09-17-2025 (11:28 PM)
|
|
المشاركات :
450 [
+
] |
|
التقييم : 14
|
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
سيلفادور دالي.. بقلمي

من يوم تلك الرسالة وأنا أبتعد بقلبي عن ذلك المغرور وأتهرب من لقاءه , ولكني وجدت أن ذلك يحرجني معه خاصة وأنه لا يتوقف عن السؤال عني , تساءلت ماذا أفعل ؟؟ حتى كلمتني صديقتي عن وجود مخيم لمدة اسبوع , وقالت لي أنها ستأتي وتأخذني بنفسها كل ما علي أن أجعل السائق يوصلني حيث منطقة تدعى الخليج الأزرق وأنتظرها فيه .. ثم تأتي هي وتأخذني من هناك, ترددت في البداية وذلك لأني لم أخيم من قبل ولكن سأذهب فقط للتخلص من مصادفاتي الدائمة بذلك المغرور, أخبرت والدي فضحك كثيرا قائلا : أنتي تذهبين مخيم!! ولأسبوع !!.. أجبته : أنت ربيتني مدلـلة لذلك أرغب بخوض هذه التجربة . قال متردد :حسنا جربي يوم واحد وسأرسل لكِ السائق ان لم تتحملي . وفعلا ذهبت في اليوم المحدد وكان الخليج الأزرق هذا يبعد عن منزلي ساعتين ونصف ان لم يكن أكثر , وقد سمعت أنه يشتهر بالأشباح, وما ان أوصلني السائق الى هناك حتى كلمت صديقتي فقالت لي انها ستكون عندي بعد ربع ساعة .. أخبرني السائق بأنه يشعر باختناق وقد نسي أخذ دواء الربو من المنزل , فأخبرته أنه لا بأس في تركي والذهاب فلن تتأخر صديقتي , ونزلت من السيارة ورحل , ولكن ما ان رحل حتى تذكرت موضوع الأشباح ذاك , وتلك المنطقة كانت صحراء مع وجود البحر الأزرق الزاهي اللون .. أسرعت وكلمت صديقتي فردت علي مرتبكة لتخبرني أن ابنة أختها الصغيرة قد وقعت وهم يقومون بنقلها للمستشفى , عندها رغم هلعي أخبرتها أنه لا بأس بذلك يجب أن تكون معهم فتأسفت هي وأغلقت بسرعة الهاتف , لأجد نفسي وحيدة في مكان أجهله وأكبر من أن أصفه وصوت البحر هذه المرة لم يكن يساعدني على الهدوء .. كل ما فعلته أني جلست على الرمل أحاول تهدئة دقات قلبي وكلمت والدي في هدوء حتى لا يخاف أو يشعر بأني لست بخير , وبكل هدوء مصطنع أخبرته بالموضوع فقال لي :سأكلم السائق لا تقلقي . وبعد دقيقه كلمني والدي وأخبرني بأن السائق لا يستطيع العودة لأنه متعب جدا ويقود السيارة بسرعة ليصل للمنزل ويتناول دواءه.. ولكن المغرور في طريقه الي وقد أعطاه رقم هاتفي ليتواصل معي وأشرح له موقعي بالضبط , وما ان أغلق والدي حتى اتصل ذلك المغرور قائلا : ذلك أفضل ما حدث لكِ أتعلمين لما ؟؟ لأني أخبرتك أن لا تخرجي وحدك مع السائق . , أحسست أنا وقتها بأنه يشمت بي كما أن كل شيء ضدي وكل موقف وموقف يحرجني معه أكثر وأكثر ويشعرني أني غبية, قلت له : ما ان تصل الى الخليج الأزرق قم بالاتصال علي حتى أخبرك بمكاني . فأجابني بهدوء : لا تنهي المكالمة ., سألته :لما ؟ . قال :لأني أعلم أنك خائفة وتتصنعين الهدوء ,كما أود أن تخبريني هل تعرفين شيئ عن قيادة السيارات ؟ .. أجبته : بالطبع لا أعرف . فقال: جيد سأعلمك في طريق العودة ما رأيك ؟ .. عندها نسيت أمر هلعي وضحكت . فقال : لما تضحكين . فقلت : لا شيء . فبقي يسألني عن ما أحب وأكره ويحكي لي عن مواقف مرت به وعن تفاصيل في حياته , كنت أستمع له وعرفت في داخلي أنه يحاول تهدئتي واشغالي بالبقاء معي بصوته حتى يصل الي , وما ان وصل حتى تأكدت بأنه كان مسرع جدا لدرجة أنه وصل في ساعه ونصف تقريبا , وعندما خرج ووجدني .. كنت جالسة وسط الرمل وقد ملأ الرمل جبهتي فقد أعتدت حين أرتبك أن أظل أحك جبهتي بشكل ملحوظ , وحين رأيته واقف أمامي بدأت دموعي بالسقوط لا أعلم هل هي دموع راحة أم خجل أم ارتباك كل ما علمته اني بكيت كطفلة .. فجلس أمامي يزيل الرمل من جبهتي وقال: هل يلبسون الناس فساتين في المخيمات !!. فقلت : ما أدراني لم أزر واحدا من قبل . فقال : حقا .. اذن ما رأيك أن نجرب واحدا فلا أظن أننا نستطيع الرحيل الآن بما أني متعب من الطريق . , وفعلا أخذ يفتش بين الأشياء التي أحضرتها أنا ورتب المكان .. كل هذا وانا صامتة وسط الرمل حائرة في تصرفاته وفي خجلي من تصرفاتي , حتى سحبني وأجلسني على السجادة التي قام بفرشها وقال : هل من الممكن أن أسألك سؤالا لا يعجبك؟ .. فأجبته : تفضل . فقال : لما انفصلتي عنه ؟ أقصد ذو الجبهة الواسعة . فأجبته : كنت دوما أعتقد بأنها غلطته لأنه أناني ولكن في الحقيقة هي غلطتي أنا . قال : كيف ذلك ؟ . قلت: الرجل بطبعه يحب أن يشعر أن المرأه تحتاجه دوما , ولكني كنت وقتها أعتقد بأنه بحاجتي ويجب أن أبقى بجانبه أساعده أعاونه وأشعره بأن كل شيء على ما يرام وأنه ليس بحاجة لأن يقلق على شيء فأنا سأقوم بحل كل المشاكل حتى شعر هو بأني مثالية جدا وأنه لا يملك ما يستطيع تقديمه لي . , فقال: وماذا تحتاج المرأة برأيك ؟. فقلت : ربما الأمان . , سكت قليلا ثم قال : اممم هل أشعرك أنا بالأمان ؟ . , نظرت له وقلت مرتبكة: آآآآ هل ستعلمني القياده حقا ؟ .. فابتسم وقال : نعم سأفعل ان أردتي . أجبته : لا أنصحك بأن تفعل . فقال : لما ؟ . قلت: لأني في آخر مرة أردت تعلم القيادة رشوت السائق حتى يدعني أدخل سيارة والدي الفارهة الى المرآب ولكني ربما تحمست قليلا حتى أدخلت المرآب في مجلسنا العائلي. , فأنفجر ذلك المغرور ضحكا وقال : حقا !! وماذا فعل والدك؟. قلت : لا أعلم فقد اختفيت شهر عن نظره .. فضحك بشدة وقال : لا أعتقد أني أكره كثيرا فكرة السائق ههههههه . ثم أكمل: حسنا دوري في السؤال : ما أسوء هديه حصلتي عليها . , أجبته: عطر. . قال : كثير من الناس تهدي العطور . , قلت : وحين يبتعدون يبقى عبير ذلك العطر يحرق دمك . , سكت قليلا ثم انفجرقائلا : أنت تظلميني بذنب لم أفعله لما تبتعدين عني ولا تسمحين لي أن أحبك ودوما تذكرين لي الماضي, أحقا لن تعدلي معي وتعطيني فرصه ؟؟ .. سكت كلانا ورأيته يحاول أن يتمالك غضبه بأن يقوم ليبتعد عني قليلا .. عندها شعرت أني لا أريده أن يبتعد فحقا أشعرني وجوده بالأمان فأخرجت ورقة من دفتري وقلم وكتبت: ردا على رسالتك تلك سأجيبك بطريقتي .. وحاول أنت التخمين :
أهداني مره عطر...
ومضى زماني ومر...
ومازلت حين أتنفس ذلك العطر...
أشعر أن قلبي يتذوق المر...
شعرت عندها أن كل صباح .. بدون نسيم سيمر...
وأن حياتي لم يعد فيها شيئا يسر...
وأن حلمي من واقعي أخذ يفر...
لم يعد يراني أحد...
ظن الكثير و حتى البعض...
أني مجرد خيال يمشي و ظلاله خلفه يجر...
و جاء غيره ..
و بدل رماد الماضي بالزهر...
وبين يداي وضع قلبه وبراحتي أمر...
كتب وعوده لي وحلف بزخرفة حياتي مدى الدهر...
فتأكدت بأني معه..
لن يستطيع لا قبله ولا بعده غير خالقي..
أن يملك لي الضر...
كلمه فرت من كلماتي دوما وضاعت بين النثر...
لم أقولها خفاء يوما ولا حتى جهر...
ربما في يوم تشكل حروفها وبين عباراتي تظهر...
تخيفني ..
ولكن حروفها من سجن شفتاي تهرب لتنثر...
فاحترمها .. لأني لا أمزح في مشاعري ..
ولا حروف كلماتي على التشكل تجبر...
قبلك.. قد اختنقت بسلفادوردالي...
وكان عبيره يشتت جروحي لليالي...
وفي وجودك أصبحت حدائق عمري بعطر الورد تزهر...
فلا تتركني صحراء سماؤها بعدك أبدا لن تمطر...
ذلك هو ما كتبته .. ثم قمت بثني ورقتي تلك حتى صنعت منها طائرة ورقية ورميتها حيث يجلس بعيدا عني ,فتح تلك الورقة وقرأها وأعتقد أنه فهم عندها ما عنيت تلك الكلمات .. فابتسم لي من بعيد فصرخت قائلة له : لم أقل شيئا ولا تعتقد أني سأتساهل معك , أنت فقط ستأخذ فرصتك وأنا فقط لن أتهرب منك وأيضا يجب أن تقبل قراري أيا كان.. يومها بقينا حتى استراح قليلا ثم عدنا ادراجنا من حيث أتينا .. فماذا بعد ؟؟.
بقلمي
سيدة القصر
(سارة بنت طلال)
|
|
|
|