07-05-2017, 11:15 AM
|
#12
|
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
|
رقم العضوية : 1
|
|
تاريخ التسجيل : Oct 2015
|
|
أخر زيارة : 09-17-2025 (11:28 PM)
|
|
المشاركات :
450 [
+
] |
|
التقييم : 14
|
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الفصل الثامن من رواية (عروس النار) .. بقلمي سارة بنت طلال.
الفصل الثامن
خرج منصور من جناح يارا واتجه للمائدة في الدور الأول من القصر لتناول الافطار..
جاكلين: سيدي قهوتك ستكون جاهزة في غضون دقائق .. قد امرت العاملين بتغيير طقم الفناجين كما طلبت سموك.
منصور ( باستنكار): ولكني أرى من نفس الطقم الكاسات الزجاجية للماء على المائدة!
جاكلين: عذرا سيدي .. اعتقدت بأنك تقصد الفناجين فقط .. حالا سأقوم بتغييرها.
منصور: اسرعي باخبار العاملين بذلك .. واصعدي بسرعة الى جناح السيدة يارا فمكانك ليس هنا.
.
.
.
.
في جناحها الفخم كانت تدور بيأس بين زوايا الغرفة..
يارا ( تُحدث نفسها بصوت عالي): يا الهي ما هذه الثقة التي يتحدث بها ذلك المختل .. لا لا ربما هي ليست ثقة بالتأكيد هو داء العظمة .. اهدئي يارا اهدئي .. ( وضعت يدها على قلبها الذي بات ينبض بشدة) : اهدئي .. لا تفكري بالبكاء فالبكاء لن يُجدي ، بامكانك مسايرته حتى تجدي مخرجا من هذا القصر.. انزلي للافطار نعم انزلي و واجهيه .. ماذا سيفعل بك أكثر من سجنك ها هنا.
(انتقلت يارا للنافذة لتنظر للبوابة) : بامكانك الوصول لها مهما كانت بعيدة فقط سايريه.
التفتت بحزم لتصرخ باسم جاكلين ولكن فُتح الباب قبل أن تلفظ اسمها..
جاكلين: هل تأمريني بشيء سيدتي؟.
يارا: أخبري سيدك بأني سأكون على مائدة الافطار بعد عشر دقائق.
جاكلين: حقا سيدتي.
يارا: نعم.. كما أني سأبدل ملابسي وانزل مباشرة.. وأنا أعلم اين هي غرفة الملابس الخاصة بي فلا داعي لمساعدتي .. اشكرك.
جاكلين: حسنا سيدتي.. سأخبر السيد منصور بهذا فورا.
وفي اثناء ذلك .. اتجهت يارا الى غرفة الملابس وهي تُردد: اريد شيئا مفتوح للغاية وبنفسجي اللون ، الستَ مُتحرر يا سيد العظمة .. سأريك كيف من المفترض أن تكون رجلا يحمي زوجته وهي تتجول بين خدمك المخلصين.
كانت تبحث بين الملابس وشعرها الطويل يتعلق في كل فستان ليُبدي اعجابه بالقطع المنتقاة لعله يساعدها في اختيار ما يلائم بشرتها البيضاء التي تُشرق احمرارا تحت خيوط اشعة الشمس.
واخيرا سحبت الفستان المطلوب وقامت باستبدال ملابسها والوقوف امام المرآة لترى النتيجة.
كان الفستان كما رغبت أن يكون تماما.. بنفسجي اللون عاري الكتفين، ينسدل بنعومة حتى يلامس اصابع قدميها .. ليعود مرة اخرى بفتحةٍ على جانب جسدها تعلو لتستقر على اعلى ساقها الأيسر.
ورغم بساطة الفستان ورغم لونه الجذاب.. الا أن لون بشرتها وجمال تقسيمات جسدها زاده رقيا وأناقة.
تركت يارا شعرها الطويل ينسدل لترقص اطرافه كعادتها عند خصرها الممشوق.. واكتفت بقليل من الكحل الأسود وأحمر شفاه وردي اللون.
.
.
.
.
.
على مائدة الطعام.. كان منصور ينتظر قدوم يارا للافطار.. وكان فهد يجلس على يمين منصور ومعه بعض الملفات التي يراجعها ويتحدث عن بعض تفاصيلها مع منصور.
وفي هذه الاثناء كانت جاكلين تقف في اخر المائدة (تحاول ترتيب بعض الأطباق استعدادا لقدوم يارا) وفجأة لمحت فستان يارا وهي تنزل من اعلى درج القصر فهمست : سيدي قد حضرت السيدة يارا.
رفع منصور نظره من على بعض الأوراق التي أمامه لينظر ليارا وهي تنزل من أعلى الدرج فبقيت عيناه الحادتين والباردتين تتعلق بها حتى وصلت وصارت بالقرب من الكرسي المقابل له على المائدة.
وقف منصور من على كرسيه فأسرع فهد بالوقوف ايضا.
اسرعت جاكلين وساعدت يارا في سحب كرسي المائدة وما ان جلست حتى جلس منصور ثم فهد.
منصور ببرود أنزل نظره على الأوراق مرة أخرى وقال ل فهد: حسنا سأطلع عليها في مكتبي بعد قليل.
فهد ( يُسرع بجمع الأوراق) : بالطبع سيدي .
اعاد منصور نظره البارد الى يارا ثم قال: سعيد بتواجدك على مائدة الافطار.
يارا ترد بلا مبالاة: حسنا.
ألقت يارا نظرة على المائدة فوجدت الكثير من أصناف الجبن والبيض والكرواسون واللحم المدخن .. عدى عن صينية فاخرة تمتليء بجميع أصناف الخبز يمر بها أحد طباخين القصر كل بضع دقائق.
جاكلين: سيدتي.. هل تفضلين العصير، القهوة، أم الشاي.
يارا: القهوة لو سمحتي.
جاكلين: هل تفضلين نوع معين من القهوة؟
تدخل منصور عندها ليقول: هي تُفضل القهوة الفرنسية.
رفعت يارا عيناها بذهول لمنصور وكأنها تسأله كيف علم بذلك!
منصور: اخبرتُكِ سابقا أني اعرفك أكثر من نفسك.
احضرت جاكلين القهوة الفرنسية ليارا .. ثم انتقلت لتضع صينية من الخبز التوست أمام منصور في الطرف الآخر من المائدة .. ولكنه أوقفها قائلا: هذه الصينية.. قد طلبتُ اعدادها للسيدة يارا فضعيها أمامها.
ثم حول نظره الى يارا بكل هدوء قائلا: أنتِ لا تُفضلين التوست بالزبدة .. وهذا مُحمص بلا زبدة خصيصا لكِ.
انفعلت يارا من تصرفاته لتقول بحدة: لما تفعل هذا .. كيف عرفت كل هذه التفاصيل عني فأنا حقا لا أعرفك ، ولولا أني بكامل قواي العقلية لقلت أني أحلم أو فاقدة الوعي.
منصور بكامل هدوءه ورصانته: أتمنى أن تأخذي بعين الاعتبار أنك لم تُصبحي زوجتي في يوم وليلة كما تعتقدين أو كما سجل الورق .. فهذا القصر وهذه المكانة تحديدا .. هي ليست لشخص لستُ على علم بأدق تفاصيل حياته.
يارا بابتسامة مليئة بالتحدي: بالطبع .. فأنت مُختطِف.. فمن الطبيعي جدا أن تعلم بكامل تفاصيل ضحيتك.
منصور بتحدي أكبر: ربما أنا فعلا مُختطِف وربما لا.. فحاولي أن تكتشفي ذلك بنفسك، وبالمناسبة .. انت جميلة في كل احوالك فلا داعي لأن تكشفي كل هذا القدر من جسدك لتُرضيني.
يارا وهي تحاول أن تُخفي صدمتها من وقاحة حديثه: لم أكشفه أمامك فقط.. فها هو مرافقك الأمين على يمينك.. فربما أنا أحاول ارضاءه هو أيضا.
سيطر السعال على فهد الذي شعر بالارتباك شديد من حديث يارا ليقف سريعا قائلا: عُذرا سيدي.. سأنتظرك في المكتب.
منصور بكل ثبات وبرود: تفضل.
التزم منصور الصمت وتناول الافطار واكتفى بالقاء نظراته الباردة بين الفترة والأخرى على يارا التي اكتفيت هي أيضا بتناول القهوة.
بعد مدة وقف منصور بهدوء ليرتدي سترته.. ثم التفت الى يارا وقال: سألتقيك بعد ساعة في مكتبي.. وان لم تحضري فسأعتبرها دعوة منك لي الى جناحك.
انتقل منصور الى مكتبه في القصر.. وحين دخل وجد فهد يجلس على احدى الكراسي بانتظاره.
منصور: حسنا يا فهد.. هل لا منحتني خمس دقائق على الأقل قبل أن أبدأ النظرفي جميع الملفات التي أحضرتها لي.
فهد: بالطبع سيدي.. خذ وقتك في النظر اليها، وسأعود مساءً لاستلامها من سموك.
منصور يجلس على كرسي مكتبه مخاطبا فهد ليقول: حسنا.. شكرا لك.
وما ان خرج فهد من مكتب منصور حتى همس منصور ليحدث نفسه قائلا: ااااه يا الهي كم هي جميلة.. ولكن ينقصها أن تعلم أنها ملكي.
.
.
.
.
.
يارا مازالت تحاول المكوث على مائدة الافطار أطول وقت ممكن لعلها تحفظ بعض الأماكن التي قد تساعدها على الهروب.
جاكلين : سيدتي .. لما لا تتناولين افطارك، هل أحضر لكِ شيئا آخر.
يارا وهي تفكر بعمق: لماذا تعتقدين بأنه يرغب برؤيتي بعد ساعة؟ .
جاكلين تسحب الكرسي لتجلس بجانب يارا وتمسك يدها لتطمئنها قائلة: لا أعلم سيدتي.. ولكن كل شيء سيكون على ما يرام فلا تقلقي.
يارا: انه حقا متعجرف و مستفز .
جاكلين: قد طلب منكِ أن تعرفيه فجربي ذلك .. ربما تغيري رأيك.
يارا بانفعال: وماذا ان كنتُ لا أهتم لمعرفته.. أليس لي رأيا في هذا!
جاكلين تلتزم الصمت وتحاول تهدئة يارا وصب المزيد من القهوة لها.
بقيت يارا تنظر بهدوء حولها وهي ترى العاملين في القصر يتوافدون لازالة اطباق الافطار من على المائدة التي أمامها وهي قد فقدت الرغبة في الصعود الى غرفتها .. ففي داخلها يصارع التمرد فيها الخوف من سجانها .. ومضى الوقت حتى بقي على موعدها معه ربع ساعة فحسب.
يارا: جاكلين.. هل من الممكن أن تحضري لي أي نوع من المعاطف من غرفة الملابس؟
جاكلين: حسنا.. سأذهب لاحضار شيء مناسب لهذا الفستان الجميل .. فانتِ حقا تبدين جميلة جدا به.
يارا تبتسم ابتسامة يغمرها القلق والخوف: شكرا لكِ.
.
.
.
.
.
منصور في مكتبه ينظر الى الساعة كل خمس دقائق ثم يعاود النظر الى الأوراق التي في يده .. بقي خمس دقائق فقط على لقائه معها.
.
.
.
.
ارتدت يارا المعطف الذي احضرته لها جاكلين.. وقفت ورفعت قامتها بكل ثقة لتخفي كل المشاعر المتضاربة بداخلها، اشارت لجاكلين بأن تأتي معها حتى تُعلم منصور بقدومها.. فمشت جاكلين تقودها باتجاه مكتب منصور.
.
.
.
جاكلين طرقت الباب ثم دخلت لتجد منصور ينظر لها بحده منتظرا منها أن تقول ما تريد..
جاكلين: سيدي.. السيدة يارا في الخارج.
منصور محافظا على حدة نظرته: فالتدخل.. ولا تنسي أن تغلقي الباب خلفها.
جاكلين: امرك سيدي.
دخلت يارا ووقفت صامته بعيدا عن منصور..
منصور بسخرية: أرى أنك ارتديتي معطفا.. هل هذا ايضا لارضائي.
يارا وهي تحاول أن تتمالك اعصابها: ماذا تريد.
وقف منصور بهدوء ومشى باتجاهها ليقترب منها قليلا ولكن ذلك جعل يارا لا شعوريا ترجع الى الوراء حتى التصقت بباب المكتب خلفها.
أدرك منصور أن يارا خائفة منه فوقف امامها مباشرة ثم دنى من وجهها قليلا وقال: اخلعي معطفك رجاءً.
يارا تتمسك بمعطفها أكثر و قد بدأت الدموع تلمع بين شموخ جفنيها وهي تقول: لا.. لن أفعل.
الدموع الساكنة في عينين يارا قد استفزت منصور فصرخ قائلا: لن ألمس شعرة منكِ الا برضاكي .. والآن اخلعي معطفك فقد رأيتك سابقا بدونه.
صرخة منصور تلك أطلقت العنان لدموع يارا.. فأخذ جسدها يرتعد خوفا وضعفا أمام منصور.. فما كان أمامها سوى أن تخلع معطفها كما طلب منها منصور.. وما ان فعلت ذلك حتى حاصرها منصور بذراعيه حين استند بيديه على الباب خلفها واقترب منها اكثر ليهمس في اذنها قائلا: الآن انتِ تُرضيني أنا فحسب.. والآن أيضا أثبت لكِ أنا أنكِ مُلكي ..
وبحركة سريعة وقف منصور باعتدال وعيناه في عينان يارا وقد خلع سترته أمامها ووضعها بهدوء على كتفيها.. ثم عاد ليهمس لها قائلا: اعتقد بأنكِ قد فهمتي الدرس .. بامكانك المغادرة الآن.
إلتفَت يارا بسرعة لتلتقط أُكرة الباب خلفها وتخرج راكضة وهي في قمة الانهيار وكل ما تريده هو أن تصعد الى جناحها فتواري فيه ضعفها ودموعها التي خانتها أمامه.
.
.
.
.
ترى هل تستطيع يارا ان تجمع قوتها مرة أخرى أمامه.. أم سيكون هروبها من منصور هو الحل الوحيد أمامها.. تابعوا ذلك في الجزء التاسع من رواية (عروس النار) قريبا وحصريا على منتديات سيدة القصر.
بقلمي
سارة بنت طلال.
|
|
|
|