08-02-2017, 12:27 AM
|
#15
|
|
بيانات اضافيه [
+
]
|
|
رقم العضوية : 1
|
|
تاريخ التسجيل : Oct 2015
|
|
أخر زيارة : 09-17-2025 (11:28 PM)
|
|
المشاركات :
450 [
+
] |
|
التقييم : 14
|
|
|
لوني المفضل : Cadetblue
|
|
الفصل الحادي عشر
وجدت يارا نفسها فجأة تلتصق بجسد منصور .. وبارتباك شديد حاولت رفع رأسها من على صدره لتنظر اليه..
وما ان التقت عيناها بعينا منصور حتى تفاجأت به يطبع قبلة بين عيناها ويهمس لها قائلا: لا تخافي.
وبمجرد أن نطق بتلك الكلمات .. سقط رأسه على الوسادة مغشيا عليه.
تحركت يارا بسرعة لتقف بعيدا عن منصور و صوت أنفاسها الذي تشتت ما بين التوتر والخوف بدأ في التصاعد.. ثم عادت لتدور حول نفسها بارتباك شديد وهي تحدث ذاتها قائلة: يا الهي لما تفعل ذلك .. ماذا أفعل بك! .. كيف أتصرف معك كيف؟
انطلقت بسرعة تجري خارج جناحه .. واستمرت تركض عبر الدرج متجهة الى الطابق الأول من القصر لتنادي على جاكلين.
يارا: جاكلين .. جاكلين.
خرجت جاكلين من مطبخ القصر متعجبة من وجود يارا خارج جناحها .. خاصة وانها لم تعتاد أبدا على أن تتجول يارا في القصر.
جاكلين بهلع: سيدة يارا ! .. ما الأمر هل أنتِ بخير؟
يارا: نعم أنا بخير .. لكن لا أعتقد أن سيدك بخير أبدا.
جاكلين: هل تفقدته سيدتي؟
يارا: نعم قد فعلت .. ولكن هو جذبني ..
ارتبكت يارا وتملكها الخجل وهي تحكي لجاكلين عن موقف منصور فاستدركت قائلة: أقصد أنه جذبني .. ربما بقصد طلب المساعدة وبعد ذلك أغمي عليه.
جاكلين: يا الهي .. هل أطلب الإسعاف.
يارا: اطلبي فهد حالا ودعيه يُحضر معه الطبيب.
جاكلين: ماذا عن السيد منصور؟
يارا: ما به؟
جاكلين بقلق وارتباك: تعلمين سيدتي أنني لا أستطيع التواجد في جناحه .. ابقي معه رجاءً ، وسأحضر لكِ حالا كوباً من الماء ليفيق فنطمئن عليه حتى يصل فهد ومعه الطبيب.
يارا بحزم: جاكلين .. أنا لن أعود الى جناحه مجددا .. هذا الأمر لا يعنيني.
جاكلين بيأس: اذن سننتظر حتى حضور فهد؟ .. ربما حالته سيئة! .. ربما درجة حرارته مرتفعة جداً! ..أرجوكِ سيدتي أرجوكِ .. ابقي بجانبه حتى يُحضر فهد الطبيب.
يارا بعصبية صرخت: يا الــــــهي.
صمتت قليلا وجلست على احدى كراسي المائدة التي كانت تقع أمام مطبخ القصر ، ثم بادرت قائلة باستسلام: حسناً.. اذهبي واحضري الماء بسرعة.
ركضت جاكلين بأمل وهي تقول: أشكرك .. حقا أشكرك سيدتي.
بقيت يارا مرتبكة وهي تفكر بقبلة منصور ثم حدثت نفسها قائلة: ربما كان يهذي أو غير مُدركاً لتصرفاته بسبب حرارته المرتفعة.. ثم عادت لتنفي حسن ظنها به لتقول: ولكنه قال لي لا تخافي .. اذن هو كان مدركاً لوجودي.
أخذت نفس عميق ثم أكملت حديث الروح بداخلها قائلة: حسنا.. هدئي من روعك ولا تخافي .. هو مريض ولن يستطيع أن يفعل لكِ شيئا.. انتظري فقط حتى يأتي الطبيب ثم اتركيه.
جاءت جاكلين وهي تحمل صينية من الماء البارد وبعض المناشف الصغيرة التي وُضعت في القليل من الماء مع الثلج.
جاكلين: هذه هي الصينية سيدتي.. فقط ضعي احدى هذه المناشف الباردة على رأس السيد منصور حتى يأتي الطبيب.
يارا: هل حدثتي فهد.
جاكلين: نعم فعلت.. لا تقلقي هو قادم في الطريق.
يارا: جاكلين رجاءً .. هلا أحضرتِ لي شالا لأضعه علي.
جاكلين: بالطبع.
صعدت يارا وهي تحمل الصينية ونبض قلبها يتسبب في ارتباك خطواتها المتجهة مرة أخرى الى جناح منصور.. وقبل أن تدخل خرجت جاكلين من جناح يارا لتضع على كتفي يارا شالا بسيطا كما طلبت.
.
.
.
.
.
دخلت يارا الجناح حتى وصلت الى غرفة منصور ووضعت الصينية بجانب رأسه.. ثم أخذت احدى المناشف الباردة لتضعها على رأس منصور.
توجهت بعد ذلك لتجلس على احدى الكنبات التي بجانب سرير منصور وهي في قمة التوتر والعصبية تفرك يديها ببعض وهي تنتظر وصول فهد مع الطبيب بفارغ الصبر.
ألقت بنظرها على منصور وأخذت تتفحص ملامحه..
كانت عينا منصور المغمضتان مسالمتان جدا بعكس الغضب الراكد الذي يلمع في عينيه حين يفتحهما، وخصلات شعره الناعمة كم هي شديدة السواد.. ولون بشرته البرونزي يلائم كثيرا الحدة المنعكسة في عيناه.
تمتمت يارا وهي تنظر له وكأنها تحدثه قائلة: ليت السلام الهادئ في نومك هذا.. يغتال جبروتك المستيقظ.
فتح منصور عينيه بإجهاد.. وأخذ يتلفت حوله حتى استقرت عيناه الى حيث تجلس يارا.. رفع يده واخذ المنشفة الباردة التي وضعتها يارا على رأسه لينظر لها متعجبا ثم سأل يارا: هل وضعتي أنتِ هذه؟
يارا بارتباك: حرارتك مرتفعة .. ولذلك وضعتها حتى يصل الطبيب الى هنا.
منصور يعيد وضع المنشفة على رأسه ويعود بنظره مجددا الى يارا.. بقيت نظراته ثابتة عليها حتى أقلقتها فقالت: ما الأمر؟
منصور: أعتقد أن هذه المنشفة قد أصبحت دافئة.. هل من الممكن أن تغيريها لي؟
يارا بقلق اقتربت ببطيء من الصينية التي تقع بجانب رأس منصور على الطاولة القريبة من سريره..
منصور: هل انتِ خائفة؟
يارا وهي تتظاهر بالقوة: لا.
منصور: حين دخلتي هذا القصر أول مرة قلتُ لكِ جملة .. هل تذكريها؟
يارا تتجاهل حديث منصور وتقول: تفضل هذه المنشفة.. وأعطني الأولى.
منصور: قلت لكِ " تعلمي من اليوم أن لا تخافي".
في هذه اللحظات طرق فهد الباب ودخل ومعه الطبيب..
وفي لمح البصر جذب منصور يد يارا الممتدة له بالمنشفة الباردة ليُجلسها بجانبه على السرير قائلا: طلبت منكِ أن تبقي هنا.. أليس كذلك!
انتبه فهد لوجود يارا فقال : مرحبا سيدتي.
يارا بارتباك شديد من تصرفات منصور ترد : مرحبا.
فهد : هذا الدكتور أحمد ..
ثم التفت باتجاه منصور قائلا : سيدي كيف حالك؟ هل أنت بخير؟
منصور يرد: أنا مُتعب بعض الشيء.
دكتور أحمد: قد أخبرتك يا سيد منصور بأنك بحاجة الى الراحة.
منصور ينظر ليارا قائلا: هذه زوجتي يارا.. وهي تعتني بي جيدا.
دكتور أحمد بابتسامة: مرحبا سيدتي.
ثم التفت ليمازح منصور وهو يقول: حسنا .. بدأت أرى وجهة نظرك الصائبة في تفضيل العناية المنزلية على العناية الطبية لدينا هههه.
ابتسم منصور ابتسامة مجاملة وهو يعتدل في جلسته ليهمس ليارا بهدوء قائلا: ما قصتك مع الأطباء!
شعرت يارا باقتراب منصور الشديد منها فقررت أن تقف في محاولة للابتعاد عنه.. ولكنها تفاجأت بشالها الذي أعادها لمكانها بل وأكثر قربا لمنصور من ذي قبل..
حيث أن منصور كان قد أمسك مسبقا بيده المخبأة تحت أغطية السرير بطرف شال يارا تحسبا لمحاولة ابتعادها عنه.
تفحص الطبيب منصور ثم أخبره قائلا: درجة حرارتك عالية ولكن هذا أمر طبيعي بسبب الجروح التي تعرضت لها.. سأعطيك مضاد حيوي.. وسأطلب أيضاً من السيدة يارا أن تهتم بك فيما يخص مواعيد الدواء والاهتمام بشرب السوائل وأكل الكثير من الفاكهة.
يارا يتضح على ملامحها الغضب الشديد.. وحديث الطبيب وتصرفات منصور استفزوها كثيرا حتى همست في اذن منصور قائلة: دعني أذهب والا سأفضح كل شيء وأخبره بأنك قد اختطفتني.
منصور يهمس لها ببرود: أخبريه.. ولكن لا تنسي أن وثيقة زواجنا عليها توقيعك.. وبالمناسبة رائحتُك جميلة جدا.
يارا تحاول بجهد تحرير شالها من منصور دون أن ينتبه فهد أو الطبيب لهما.
منصور يعود ليهمس لها بهدوء: أنا حقا مُتعب جدا فلا ترهقيني أكثر رجاءً.
قاطع الطبيب همساتهم قائلا: سيدة يارا.. هذا الدواء أتمنى أن تُعطيه للسيد منصور كل ثمان ساعات لمدة خمسة أيام متتالية.. والآن هي التاسعة.. سأعطيه كبسولة وبعد ثمان ساعات من الآن سيدتي أعطيه واحدة أخرى.
أخذ منصور كبسولة الدواء من الطبيب ووضعها في فمه بسرعة قائلا ليارا: حبيبتي.. هلا ناولتني بعض الماء.
استدارت يارا بذهول وأخذت كوب الماء من الصينية لتعطيه لمنصور.. ولكن منصور أمسك بيد يارا التي تحمل كأس الماء وقربها من فمه ليشرب منه.
كانت يارا مرتبكة جدا من تصرفات منصور المستفزة جدا بالنسبة لها.. كان واضحا جدا الخجل والغضب على ملامحها.. حتى صوتها شعرت للحظات أنه اختفى.
الدكتور أحمد: أتمنى لك الشفاء العاجل يا سيد منصور.. سأعود للاطمئنان على سموك بعد خمسة أيام ولكن في حال احتجت أي شيء أخبر فهد أن يتصل بي في أي وقت.
منصور: شكرا لك.
الدكتور أحمد مُحدثا يارا: فرصة سعيدة أني تعرفت بكِ سيدة يارا.. ولا تقلقي على السيد منصور سيكون بخير بإذن الله.
فهد يسأل منصور: هل تحتاج شيئا سموك.
منصور: أوصل الدكتور أحمد وعود الي.
قام فهد بإيصال الطبيب الى خارج .. وفي هذه الأثناء نظرت يارا لمنصور وهي تقول: اتركني .. أود أن أعود الى غرفتي.
منصور: حسنا سأدعك تعودين الى غرفتك ولكن عديني بشيء.
يارا: أعدك؟!
منصور: نعم .. عديني أن تعطيني الدواء كما أمرك الطبيب كل ثمان ساعات.. كما أرغب في أن تتناولين الوجبات اليومية معي ، هذا كل ما أريد.
يارا بحزن شديد تجيب: ولكنك لم تفعل لي أي شيء من ما أريد.. فلماذا تعتقد بأني سأفعل لك شيئا تريده؟
منصور: ماذا تريدين؟
يارا والدموع تنحدر منتحرة من أعلى ضفاف عيناها: أريد أن أطمئن على عائلتي.
منصور: حسنا.. حين أصبح بخير سأدعك تطمئنين عليهم.
يارا: أرجوك أخبرني.. هل سأراهم مجددا؟
قاطع حديث منصور ويارا صوت طرق فهد على باب غرفة منصور.
منصور: ادخل يا فهد.
مسحت يارا دموعها وقالت: هلا تركتني الآن رجاء؟
منصور يُفلت شال يارا فتحركت بسرعة من جانبه ومشت بخطوات سريعة لتتخطى فهد وتخرج من جناح منصور.
.
.
.
.
فهد: هل كنت تريد مني شيئا سموك.
منصور: قل لجاكلين أني سأنام الآن.. وأخبرها أن لا تسمح لأي أحد غير السيدة يارا بالدخول الى جناحي .. و قل لها أيضا أني لن أتناول الطعام أو الدواء ما لم تجلبه لي السيدة يارا.
فهد: ولكن سموك.. جاكلين أخبرتني بأنك لم تتناول شيئا منذ خروجك من المشفى.. وفي طريقي الى هنا كانت قد حضرت طعام العشاء.
منصور: حديثي انتهى.
فهد وقد بانت عليه علامات عدم الرضى: حسنا سيدي.. أستأذن سموك الآن.
.
.
.
.
.
خرج فهد من جناح منصور غاضبا متذمرا كعادته .. توجه للطابق الأول في القصر فرأى جاكلين وهي تُشرف على العاملين الذين يضعون أطباق العشاء على المائدة.
فهد بيأس: لا تُتعبي نفسك . السيد منصور لن يتناول طعام العشاء.
جاكلين بتعجب: ولكنه لم يتناول وجبة الغداء أيضا .. ما الأمر هل هو بخير.
فهد: نعم هو بخير ولكنه أخبرني أن أقول لكِ بأنه لن يتناول الأدوية أو الطعام ما لم تُحضره له السيدة يارا.
جاكلين بابتسامة واسعة: امممم.. اذن فهو مُضرب عن الحياة حتى تُنفذ طلباته.
فهد: ما المُضحك في الأمر .. الطبيب قد أوصى بضرورة تناوله السوائل والطعام، وبالطبع السيدة يارا لن تهتم بذلك.
جاكلين : لمعلوماتك السيدة يارا هي التي تفقدت السيد منصور وانتبهت لمرضه.
أخذ فهد تفاحة من على المائدة ثم قضمها وقال باستهزاء: صدقيني لن تفعل ذلك.. يكفي أن تنظري لعيناها لتعرفي كم تكره السيد منصور.
جاكلين: السيدة يارا لم تعرف السيد منصور بعد .. والسيد منصور يستغل شفقتها عليه التي جعلتها تدخل بقدميها جناحه ليجبرها على التقرب منه والتعرف عليه.
فهد يكمل أكل تفاحته قائلا: يا الهي لا أفهم ما الذي يجبر شخص بمركز السيد منصور على خوض لعبة كهذه!
جاكلين: ببساطة هو يُحبها.
فهد بثقة : الحب ليس للعظماء ..
ثم أكمل ليُغير مجرى الحديث قائلا: حقا.. لا أعرف كيف يأكلون الناس التفاح الأخضر!
جاكلين بنظرة ثاقبة لفهد: الحب شيء عظيم أيضا.
فهد يأخذ نفس عميق ثم يقول: حسنا .. اذن حاولي أن تُقنعي السيدة يارا بأن تُحب السيد منصور.
سكت قليلا ثم قال: شكرا على التفاحة الخضراء هذه .. سأرحل الآن .. وعمتِ مساءً.
بعد خروج فهد من القصر .. بقيت جاكلين تُفكِر كم يبدو فهد لئيما حين يتحدث عن الحب ، تركت جاكلين الأطباق التي كانت تحملها في يدها واتجهت للصعود الى جناح يارا وهي تُحدث نفسها قائلة: حسنا سيدتي اعذريني .. ولكن يجب أن يتناول السيد منصور شيئاً.
تُرى كيف ستُقنع جاكلين يارا بالاعتناء بمنصور .. وهل فعلا سيحقق منصور رغبة يارا في الاطمئنان على عائلتها.. وما قصة فهد مع الحب ، تابعوا كل هذا الأجزاء القادمة من عروس النار.
بقلمي
سارة بنت طلال.
|
|
|
|