عرض مشاركة واحدة
قديم 09-26-2017, 10:02 AM   #19
سيدة القصر


الصورة الرمزية سيدة القصر
سيدة القصر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Oct 2015
 أخر زيارة : 09-17-2025 (11:28 PM)
 المشاركات : 450 [ + ]
 التقييم :  14
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي







الفصل الثالث عشر



مرت ربع ساعة على صمت يارا بجانب منصور في سيارته .. حتى قطع منصور الصمت قائلا: ماذا تعرفين عني؟
يارا : لا أعرف عنك شيئا سوى أنك صاحب احدى أكبر مجموعة شركات في البلاد.
منصور وهو منتبه للطريق أمامه: اذن ماذا سمعتي عني؟
يارا بابتسامة سخرية: لا شيء مما سمعته يجعلني أطمئن لوجودي بجانبك الآن.
منصور يبتسم بهدوء: حسنا .. ما رأيك أن تسمعي أغنية من اختياري؟
يارا بتعجب : وهل لي رأيا في ذلك!
منصور : نعم .. ولأنك بجانبي فلك كل الرأي.
يارا باستسلام: لا أمانع أن أعرف ذوقك الموسيقي.
منصور : اذن أتمنى أن تسمعي الكلمات جيدا.
يارا : حسنا.

بعد ثواني علت في سيارة منصور هذه الكلمات من أغنية أصالة (أنا حبك):
انا حبك انا صاحبك انا عقلك و تفكيره
ما انا منك وروح قلبك واخوكي لما تحكيله
انا فرحك الم تعبك
انا فى كل اللي بتحسيه
حاسس بيكي
ما انا انتي ما انا انتي
كلام قولته وصدقته
فرحت انا بيه وريحني
ولا بنساه و عايشة معاه كلامك فين بيوحشني
وصدقني بيلحقني كلامك لما بزعل يوم
انا منك يرجعني يرجعني
ما انا ليكي بموت فيكي ومش هعيش غير ليكي
يادوب حلمي اني اشوف الضحكة فى عينيكي
انا فرحك الم تعبك
انا فى كل اللي بتحسيه حاسس بيكي
ما انا انتي ما انا انتي



كان منصور يصب كل تركيزه أثناء سماع الأغنية على الطريق أمامه ولم ينظر لو مرة واحدة الى عينا يارا التي كانت تنظر له بشكل غير مباشر .. وما ان انتهت الأغنية حتى قال منصور وهو ما زال لا ينظر لها: أحببتِ الكلمات؟
يارا بارتباك : نعم أحببتها ..جميلة.
منصور: حسنا.. تقريبا وصلنا.
يارا و قد كانت تفكر بكلمات الأغنية وعلاقة الكلمات بمنصور : ماذا ؟
منصور: وصلنا.
يارا : أين ؟
منصور يفتح النافذة لأحد الرجال الذي انطلق من أمام بوابة كبيرة راكضا ليتأكد من سيارة منصور..
منصور: افتح الباب بسرعة.
الرجل: سمو الشيخ منصور! .. اعذرني سيدي .. حالا سنفتح البوابة.
انطلق الرجل بسرعة ليصرخ بزملائه حرس تلك البوابة ليتم في ثواني فتح البوابة لمنصور الذي دخل بسيارته الى جنة أوجدها الله سبحانه وتعالى على الأرض وأنعم عليه بها.
مشت السيارة لمدة داخل تلك المزرعة الكبيرة التي ترامت أطرافها خلف تلك البوابة..



كانت يارا في حالة صمت مذهول قد تاه في جمال الطبيعة حولها .. كانت تلك المزرعة خضراء مشرقة تتعالى وتتباهى بتضاريسها من أودية وهضاب.

منصور : هل أعجبك المكان ؟
يارا : ما هذا المكان؟
منصور : هذه مزرعة .. وجدت بأننا بحاجة الى هواء نقي.
يارا باستغراب: سبحان الله.. كيف لهذا المكان أن يكون أخضر الى هذا الحد في هذا الجو الجاف!
منصور يبتسم : حسنا يجب أن تعلمي بأن للمال تأثيرا على الاحتباس الحراري.
يارا : ماذا تقصد ؟
منصور : أقصد لا تصدقي كل ما تقوله الأخبار .. فكل فكرة إعلامية هي ادعاء ربحي لكسب المال فحسب، أما الطبيعة! فاعتني بها ووفري لها الاهتمام الإنساني المطلوب .. و دعني الطقس واحواله لمن أوجد هذا الكوكب.




توقف منصور أمام منزل بسيط وخرج ليفتح ليارا باب السيارة ..

منصور: تفضلي.
خرجت يارا فاغلق منصور السيارة وقال لها : هذا البيت البسيط هو للراحة وتناول الطعام فحسب .. فلا تتوقعي مني أن أسمح لك بأن تنعزلي به كما كنت افعل معك في القصر.
وقبل أن تنطق يارا بأي كلمة .. خرجت سيدة كبيرة في السن تركض من ذلك المنزل باتجاه منصور صارخة باسمه.
فمشى منصور اليها بخطوات سريعة ليحتضنها ويقبل رأسها.
كان التعجب والاستغراب واضحان جدا على ملامح يارا التي كانت تراقب الموقف.
منصور: أم رامي .. كيف حالك؟ اشتقت لكِ كثيرا.
كانت السيدة أم رامي تحتضن منصور بشوق وتقبله وهي تقول: كيف استطعت أن تغيب عني كل هذه المدة يا منصور كيف؟
منصور : انا ! لا أستطيع أن أغيب عنكِ .. ولكن هي ظروف العمل.
انتبهت أم رامي الى يارا فاقتربت من منصور لتهمس له قائلة: هل هذه هي؟
منصور نظر الى يارا ثم سحبها باتجاهه واخذ يُعرِف أم رامي عليها قائلا : أقدم لكِ السيدة يارا حرم منصور العالي.
فتفاجأت يارا بأم رامي وهي تسحبها باتجاهها لتغمرها قائلة : مرحبا بكِ يا ابنتي .. و أخيرا و أخيرا تزوجت يا منصور.
منصور يضحك : تمهلي قليلا .. فهي خجولة بعض الشيء.
أم رامي : سامحيني يا ابنتي .. فأنا والله أشعر بالسعادة الآن كما لو أن ابني رامي هو من تزوج وربما أكثر.
منصور : يارا .. هذه السيدة أم رامي .. مربيتي ، اعتنت بي منذ ولادتي وكأنها والدتي تماما.
يارا بارتباك: فرصة سعيدة.
أم رامي بابتسامة كبيرة لمنصور : يا الهي كم هي جميلة..
ثم التفتت الى يارا: أنا أسعد يا صغيرتي.. هيا تعالى لترتاحي أنت وزوجك من عناء الطريق حتى أنتهي أنا من اعداد أطيب وألذ غداء ستتذوقينه على الاطلاق .
منصور بابتسامة: سآخذ يارا في جولة حول المزرعة و نعود في وقت الغداء.
أم رامي: حسنا ولكن لن أسامحك ان تأخرت وأصبح الغداء بارد.
منصور بابتسامة : لا تقلقي .. فأنا لا أستطيع أن أتأخر على طعامك أبدا.
نظر منصور الى يارا وقال لها: ما رأيك أن نبدأ جولتنا؟
يارا رغم مشاعرها المتضاربة اتجاه تصرفات منصور: حسنا.



اخذ منصور يارا وما ان ابتعدا قليلا عن أم رامي حتى لاحظ منصور نظرة الفضول في عينا يارا فقال: ما بكِ؟.
يارا بتردد : لا شيء..
سكتت يارا قليلا وهي تمشي بجانب منصور الذي كان ينظر لها بين الحين والأخر .. وذلك أربكها نوعا ما فكانت تمشي دون أن تنظر لما حولها.. حتى قالت: لقد أوصى الطبيب بأن تنال قسطا من الراحة .. وربما الجولة هذه هي فكرة سيئة.
منصور: لا تقلقي بشأني .. أنا مرتاح جدا.
يارا : لستُ قلقة .. أنا فقط أشعر بالمسؤولية لأن الطبيب أوصاني بذلك.
كان منصور ينظر ليارا بنظرات هادئة دافئة .. لأول مرة تراها في عيناه.. مد يده ببطيء اليها ليلمس اسفل فكها ويدير وجهها بلُطف قائلا : انظري حولك.
التفتت يارا لتنظر حولها لترى خيولا ترمح في مرعى كبير قد تفرق شملها أسفل تل مرتفع نوعا ما كانت تقف عليه هي ومنصور.

يارا تُمسك لا شعوريا بكُم منصور وهي تقول :يا الهي .. ما هذا المنظر!
منصور يرفع كفه بسرعة ليلتقط يد يارا : هل تودين أن أصحبك في نزهة على ظهر احدى هذه الخيول ؟
يارا تنتبه فتسحب يدها من منصور بسرعة وتقول: لا شكرا.
منصور: أتحبين الخيول؟
يارا: نعم أحبها.
منصور: ماذا تحبين فيها؟
لمعت عينا يارا وهي تنظر من أعلى ذلك التل على الخيول قائلة: حين تركض.. تشعر أنها تمتلئ حرية ، انظر لها كيف تتباهى بحريتها.
لم يلتفت منصور.. بقي ينظر لعينا يارا وهي تتلألأ.
انتبهت يارا لنظرات منصور فقالت: اعتقد بأنك يجب أن ترتاح .. هلا عدنا رجاءً؟
منصور: كيف ترك النحل عيناكِ العسليتين ليسكن خلية واحدة من العسل فقط؟
ارتبكت يارا من سؤال منصور فأشاحت بنظرها عنه لتعود وتركز نظرها على الخيول أسفل التل.
منصور: أتعلمين أن صمتك هو الأكثر اقناعا.. فكل الإجابات ما كانت لتقنعني أبدا.
يارا تبعد خصلات شعرها عن وجهها بهدوء لتقول: أرجوك توقف.
منصور يبتسم: حسنا .. في الحقيقة كنت أود أن أحدثك بشأن أمر ما.
يارا : تفضل.
منصور : أم رامي ، هي ليست مربيتي فحسب .. بل هي أمي التي لم تُنجبني، وأنا لم أخبرها بشأن الطريقة التي تزوجنا بها .. هي تعتقد بأننا زوجين كأي زوجين .. احم تفهمين قصدي ؟
يارا باستغراب : و ما المطلوب مني ؟
منصور: كنت أتمنى أن نتعامل على هذا الأساس أمامها.
يارا: لن أخبرها بشيء.. اذا كان هذا ما تعنيه، عدى ذلك لا تتوقع مني الكثير.
منصور: حسنا .. هناك شيء آخر ..
يارا : ما هو ؟
منصور: هي تقطن بغرفة الضيافة القريبة من منزل المزرعة الذي رأيتيه سابقا..
يارا: وما المشكلة في ذلك؟
منصور: هي اعتادت حين آتي الى هنا .. أن تسهر معي ثم تذهب لتنام في غرفة الضيافة.. لذلك أمامها سنبقى بنفس غرفة النوم وما ان تذهب لغرفة الضيافة.. سأذهب لأبيت في احدى الغرف الأخرى.
يارا: ماذا ! اذن لن يكون لي غرفة خاصة؟
منصور: فقط أمامها..
وقبل أن يُكمل منصور حديثه صرخت يارا : مستحيل.
رد فعل يارا استفز منصور بشدة من ما جعله يُمسك بيد يارا ويضغط عليها قائلا: أتظني أنك لو سحبتي يدك من يدي فأنت سيدة الموقف ؟ .. اسحبيها هيا.
يارا تناضل لتسحب يدها من يد منصور بكبرياء وتحدي ولكن فاجأها منصور حين سحبها باتجاهه حتى ألصقها بصدره ووضع عيناه بعينها قائلا: اعلمي أني لو أردتك الآن.. فلن يمنعني عنك كبريائك هذا.
يارا تنظر لعينا منصور بتحدي وقوة لتهمس له قائلة : ان كنت قد روضت كل خيولك والخدم بالسياط .. فاعلم بأني فرسٌ لا تُروض.
منصور يقترب أكثر من وجه يارا حتى باتت أنفاسه تداعب خصلات شعرها ليهمس لها : حقا .. اذن امنعيني.
يارا بخوف : أرجوك ابتعد.
منصور يعود ليهمس لها وقد تعالت أنفاسه: سأبتعد.. ولكن اعلمي بأني سأفعل هذا احتراما لذاتي فقط .




قطع تلك اللحظات التي كان يحاول منصور فيها أن يبتعد عن يارا صوت رجالي خشن وهو يخاطب منصور قائلا: لم أصدق أنك هنا الى حين رأيت الخيول تركض في كل الأرجاء فرحا.

يبتعد منصور عن يارا وما زال ممسكا بيدها ..
منصور : رامي! .. أهلن بك كيف حالك ؟
رامي : يا رجُل أين أنت! .. أصبحت لا أراك سوى على التلفاز.
لم يكن منصور منتبها لما يقوله رامي بقدر انتباهه ليارا التي كانت ترغب بأن تركض هربا بحرية الخيول تماما.
رامي ينظر ليارا التي كانت تسيطر عليها ملامح حزنها بشدة قائلا : واو .. هل صار يتجول الأقحوان في مزرعتنا أم ماذا.
منصور : انتبه لكلامك يا رامي.. فهذا الأقحوان هو زوجتي يارا.
رامي بذهول يضحك : هل أنت جاد !
ثم عاد ينظر ليارا قائلا : يا لكي من امرأة جبارة .. كيف استطعتِ أن تملكي قلب هذا الرجل ههههه.
يارا بتمرد ابتسمت قائلة: لم يكن الأمر بيدي.
فنظر لها منصور وهو يفهم قصدها ..
رامي: حسنا أيها المحظوظ .. يبدو أنه حب من أول نظرة.
منصور يبتسم ليارا قائلا : فعلا كان كذلك.
كانت يارا تستشيط غيظا في داخلها ولكنها التزمت الصمت.
منصور : حسنا رامي .. والدتك سوف تقتلني ان لم نعود حالا لتناول الغداء.. هل ستأتي معنا ؟
رامي: سآتي في المساء .. فما زال لدي بعض الأعمال في اسطبلات الخيول.
منصور : حسنا سننتظرك على العشاء الليلة.
رامي: بالتأكيد .. فمن يفوت فرصة التعرف على الاقحوان.. سعدت بلقائك سيدتي.
يارا بابتسامة مصطنعة : أنا أيضا.




عاد منصور الى منزل المزرعة هو ويارا .. وقد كان كلاهما في الطريق عابسا ومتجهم الملامح.
ما ان دخلوا حتى استقبلتهم أم رامي بكل ود قائلة : أهلن بعريسنا وعروستنا الجميلة .. مواعيدك يا منصور دائما مضبوطة.
منصور: المواعيد هي سر نجاحي يا والدتي العزيزة.
أم رامي تضع يدها حول خصر يارا وهي تأخذها باتجاه مائدة الطعام: تعالي يا صغيرتي .. يبدو أن تلك الجولة كانت مرهقة في هذا الجو المشمس.
جلست يارا على المائدة وجلس منصور وأم رامي أيضا..
بدأت أم رامي تملأ طبق يارا بالطعام ثم أخذت تقول: رزقني الله بمنصور ورامي فقط ، وكم كنت أدعو حين كنت شابة أن يرزقني الله بفتاة أيضا .. و يبدو أن الله قد استجاب دعائي ورزقني بك يا يارا.
ابتسمت يارا باطمئنان لأم رامي ثم سرحت بتفكيرها قليلا حتى بات القلق واضحا عليها فعلم منصور أنها تذكرت والدتها .
منصور يأخذ بعض حبات ورق العنب المحشي الذي تشتهر به أم رامي ويضعها في صحن يارا..
منصور: يارا تذوقي ورق العنب هذا وأخبريني.. هل تذوقتِ مثله من قبل؟
تذوقت يارا واحدة ثم قالت : لم أتذوق مثله أبدا .. حقا لذيذ، سلمت يداك خالة أم رامي.
كان الغداء هادئ ولطيف بفضل الحنان الذي كانت تشع به أم رامي ..
وما ان انتهى الغداء حتى قال منصور موجها كلامه ليارا : قد قمت بإرسال رسالة لجاكلين حتى تقول بإرسال الدواء الخاص بي من القصر مع السائق .. هل أنتِ بحاجة الى شيء يارا.
يارا: هل يجب أن نبيت هنا الليلة؟
أم رامي : وهل مللتِ مني بهذه السرعة يا ابنتي !
يارا : لا أبدا.. لم أقصد هذا .. أن فقط لم أحضر ملابسي معي.
منصور: ستجدين خزانتك في الأعلى مليئة بالملابس.. قد جهزتها لكِ مُسبقا.
أم رامي: اذن ما رأيك أن تأخذ يارا لتعرفها على المنزل ومن ثم تبدلوا ملابسكم وترتاحوا قليلا.
منصور :حسنا.. تفضلي يارا.
كانت نبضات يارا تزداد ضربا كلما خاطبها منصور وكأنها زوجته .. ولذلك لم تكن ربكتها وخوفها يسمحان لها بالتمثيل أمام أم رامي .. شعرت للحظات بأنها ستنهار وتصرخ.. حتى قاطع تفكيرها صوت منصور قائلا: يارا.. هلا صعدنا؟
ثم أخذ يدها ومضى يصعد الدرج حتى وصلوا الى الغرفة ..



دخل منصور الغرفة ثم أدخل يارا أيضا وأغلق الباب قائلا: ما بكِ! اهدئي رجاءً .. نحن هنا لنمضي وقتا جيدا نستريح فيه فحسب.
ثم أكمل يقول: تفضلي .. قد تجدين المنزل بسيط نوعا ما و يختلف عن القصر .. تقصدت أن يكون ذو طراز ريفي ولذلك هو من الخشب الخالص.. وهذه هناك خزانة ملابسك و كل ما فيها هو ملكك .. تصرفي على سجيتك.
يارا بتوتر : ماذا عنك؟
منصور: للمرة الألف لن أفعل لكِ شيئا.. سأرتاح على تلك الأريكة هناك ولن تشعري بوجودي.
يارا بانفعال : ولكني أرغب بأن أبدل ملابسي !
منصور: بدليها في دورة المياه .. ستجدينها هناك ..
وأشار ليارا على مكان دورة المياه في الجانب الآخر من الغرفة.
يارا : أنا لا أريد أن أبيت هنا الليلة .. حين يصل السائق بالأدوية دعه يعيدني الى القصر.
منصور وهو يفتح احدى النوافذ في الغرفة لتدخل الشمس: أنا حقا مرهق ومتعب .. سنبيت هنا الليلة وغدا مساءً سنعود للقصر.
يارا تفتح الخزانة بانفعال وتنظر متفاجئة للملابس ثم تقول: سيد منصور ..
منصور يستغرب كلمة (سيد) فيلتفت باتجاه يارا..
يارا تكمل قائلة : في المرة القادمة حين تقوم بالتسوق لي بدلا مني .. احرص على أن تكون الملابس ذات أكمام على الأقل.
منصور يبتسم ابتسامة مكر: أنا أشتري ما يلائمك في خيالي .. وصدقيني في خيالاتي هذه الملابس كانت الأكثر احتشاما.
يارا بجدية : رجاء توقف عن استفزازي بهذه الطريقة .



جلس منصور على احدى الأرائك في الغرفة يعبث بهاتفه .. أما يارا فقد سحبت بنطال احدى البيجامات الحرير التي امتلأت بها الخزانة ، ثم نظرت الى قميص تلك البيجاما فوجدته مكشوف جدا فرمته في الخزانة بغضب .. و انتقلت لتفتح خزانة منصور وتأخذ منها احدى قمصانه دون أن ينتبه لها.
دخلت يارا الحمام لتُبدل ملابسها .. خلعت بنطالها الأسود وقميصها .. ثم ارتدت قميص منصور الذي كان أبيض اللون وذو أزرار فضية أنيقة..
تركت يارا بنطال البيجاما على احدى الرفوف حتى تنتهي من غسل يديها و وجهها .. وفتحت صنبور الماء لتنظر للمرآة وتُحدث نفسها كعادتها وهي تُفكر بتصرفات منصور.
وفجأة وأثناء نظرها الى المرآة انتبهت يارا لوجود حشرة كبيرة الى حد ما.. تطير في أرجاء الحمام خلفها لتقترب من خصلات شعرها من ما جعل يارا تنتفض رعبا وتلتصق في الجدار خلفها وهي تصرخ ..



سمع منصور صوت صراخ يارا فركض باتجاه دورة المياه ودفع الباب بقدمه بكل قوة فانفتح الباب ليتفاجأ منصور بيارا ترمي بنفسها بين أحضانه ، تدفع برأسها في صدره وهي تصرخ : أبعدها عني.
لمح منصور تلك الحشرة تطير لتستقر على احدى المناشف المعلقة بجانب حوض الاستحمام فعاد بنظره الى يارا التي كانت ممسكة قميصه بيديها بشدة ، ومخبئة رأسها ووجهها في صدره من ما جعل قلبه يتزلزل بداخله..
لم يشعر منصور بنفسه وهو يحتضن يارا ليرفعها عن الأرض محاولا النظر لعيناها.. وما ان التقت عيناها بعينيه حتى همس لها قائلا: هي نحلة .. كنتُ أعلم بأنها لن تقاوم عيناكِ.
كانت يارا في حالة صدمة لم تكن تستوعب بأنها بين يدين منصور بهذا الشكل..
أما منصور فقد اقترب بهدوء من شفتيها لـ......




ترقبوا القادم من عروس النار.


بقلمي
سارة بنت طلال.














 

رد مع اقتباس