الموضوع
:
رواية (عروس النار )..بقلم الكاتبة سارة بنت طلال
عرض مشاركة واحدة
12-05-2017, 09:05 AM
#
20
سيدة القصر
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
1
تاريخ التسجيل :
Oct 2015
أخر زيارة :
09-17-2025 (11:28 PM)
المشاركات :
450 [
+
]
التقييم :
14
لوني المفضل :
Cadetblue
الفصل الرابع عشر
[/CENTER]
اقترب منصور بهدوء من شفتي يارا وللحظة أيقنت يارا بأنه سيُقبلها حتما فأغمضت عيناها سريعا هربا من تلك القبلة .. وما ان انتبه منصور لذلك حتى أجبر شفتاه ان تطبعا تلك القبلة بين عيناها بهدوء ليهمس لها: سأندم لاحقا لأني لم أستغل هذه اللحظة .. ولكني سأندم أكثر إن أجبرتك عليها.
أنزل منصور يارا لتلمس قدماها الأرض .. ففتحت عيناها و اشاحت بخجل نظرها عن منصور وقد كانت مربكة بشدة..
منصور يبتسم : كم أتمنى لو أستطيع ارسال دعوة خاصة لكل خلية نحل في مزرعتي.
يارا وهي تبعد خصلات شعرها عن وجهها بتوتر: هلا خرجت رجاء لأرتدي ملابسي؟
منصور : حقا ؟ وماذا ان قلت لكِ بأني أريد قميصي هذا.. و الآن !
يارا في حالة صمت عارمة ..
منصور ينفجر ضاحكا : حسنا احتفظي به..
ثم استدار ليخرج من دورة المياه ولكنه انتبه للباب فعاد قائلا : بمناسبة خروجي من هنا .. أعتقد بأني قد كسرت هذا الباب قبل قليل ، ولكن لا تقلقي سأرسل أحدا مساء ليُصلحه.
يارا وما زالت الكلمات تناضل لتخرج من فمها : لا بأس.
خرج منصور فأخذت يارا احدى المناشف وأغلقت عليها الباب لتقوم بتثبيته بها.
وما ان تثبت ذلك الباب حتى وضعت يارا يدها على صدرها لتصطدم بالجدار خلفها وتنهار لتجلس ببطيء على الأرض وهي تتنفس بشدة وتُحدث نفسها قائلة: ما الأمر! ما بك قلبي اهدأ .. اهدأ رجاءً.
.
.
.
.
ما ان خرج منصور من دورة المياه حتى جلس على السرير وخلع قميصه لينظر لذلك الجرح على كتفه فقد بدأ يُؤلمه من جديد .. استلقى على السرير فارتفعت خصلات شعره الأسود لتكشف عن الجرح المغطى في جبهته أيضا .. و ما هي الا دقائق حتى غفى دون أن يشعر.
بعد دقائق خرجت يارا فوجدت منصور قد غفى على السرير ..
يارا تهمس لنفسها قائلة : يا الهي نام وقد خلع قميصه أيضا بكل جرأة.
اقتربت يارا من منصور فلمحت ذلك الجرح المُغطى على جبهته .. فتذكرت أن منصور ما زال مريض فارتبكت..
همست لنفسها قائلة: لم يأخذ الدواء.. ماذا أفعل الآن.
فتحت يارا الباب ونزلت الى أسفل ذلك المنزل الدافئ والأنيق رغم صغر حجمه بالنسبة للقصر ..
فوجدت أم رامي تجلس في الصالة الصغيرة القريبة من المطبخ في ذلك المنزل ، وهي تضع أمامها صينية صغيرة تصنع بها بعض أصابع ورق العنب الذي يحبه منصور.
أم رامي: أهلا بكِ يارا .. تعالي واجلسي بالقرب مني.
يارا جلست بالقرب من أم الرامي وبادرت بالسؤال: هل تصنعين ورق العنب؟
أم رامي : نعم.. فمنصور ولدي يحبه بشدة وأرى أنك أيضا تحبينه كمنصور تماما.
يارا : نعم صحيح .. أنا فعلا أحبه ..
أم رامي: هل نام منصور؟
يارا : نعم قد غفى قليلا.
سكتت لوهلة ثم أكملت تسأل : كنت قلقة بشأن دواء منصور .. هل أحضر السائق شيئا ؟
أم رامي: لا .. لم يأتي بعد.. ولكن لماذا يتناول منصور دواءً؟
يارا بارتباك: لا شيء .. هو فقط يُعاني من ارتفاع في درجة الحرارة.
أم رامي بقلق: هل يُخفي عني ولدي منصور شيئا؟
يارا : لا لا أبدا .. هوحقاً يُعاني من ارتفاع في درجة الحرارة والطبيب قد وصف له بعض المضادات الحيوية..
يارا في محاولة منها لتغيير الموضوع : دعيني أساعدك في لف ورق العنب فأنا جيدة في ذلك.
أم رامي تنظر ليارا : كم أنت جميلة يا يارا .. لا أستغرب أن منصور تزوجك أبدا.
يارا تبتسم بهدوء ..
أم رامي : هل تحبينه ؟
يارا وكأن الحيرة قد اغتالت تفكيرها فأنزلت رأسها قليلا وسكتت ..
أم رامي تبتسم فتقول: الحب ليس شيئا يمكن اخفائه ولكن يبدو لي أنك خجولة بعض الشيء.
يارا بتوتر تبتسم فتقول: نعم فعلا.
أم رامي: أتعلمين يا ابنتي أني اليوم رأيت ابني منصور الذي اشتقت له.
يارا: لماذا!..
أم رامي: غابت ملامح الحب في عينيه لسنين طويلة .. واعتقد أنك نجحتِ في اعادتها اليه ، فمنذ أن توفي والده و سافرت والدته وأنا أراه ولا أراه .. أنظر الى عينيه فلا أجده فيها.
يارا: كيف ذلك؟
أم رامي : هل أخبرك منصور عن والده الشيخ عبدالرحمن العالي و والدته السيدة صوفيا؟
يارا بفضول: بالطبع ولكن لم يُخبرني كثيرا من التفاصيل.. وأنا حقا أتمنى أن أعرف كل التفاصيل عن منصور.. لكني لم أرغب في الضغط عليه.
أم رامي: يا ابنتي لا تأخذي في خاطرك منه فمنصور لا يتحدث كثيراً.. ربما لم يخبرك بالتفاصيل لأن جروحه لم تُشفى بعد.
يارا : أخبرني بأن والده قد توفي منذ زمن و أنه لا يملك عائلة ولكنه يرى فيك والدته.
أم رامي بحزن : آآآآآآه يا ابنتي ، ذلك الشاب قد عانى كثيرا .. هو كان متعلقاً جدا بوالده الشيخ عبدالرحمن العالي ، كان شاباً في السابعة عشر من عمره حين تُوفي والده بالسكتة الدماغية، رحمه الله .. فقد حدث له ذلك بعد أن تآمر عليه بعض من صغار المستثمرين في الشركات العالمية وأسقطوا أسهمه في السوق فأفلست شركاته.. ومنذ ذلك اليوم ماتت ملامح ابني منصور..
سكتت أم رامي لبضع دقائق ثم قالت بحسرة والدموع تلمع في عيناها: اقسم ابني منصور يومها أن يُعيد اسم العالي رغم أنوفهم .. وصدقيني يا ابنتي.. لم يعد ذلك الاسم ويتصدر السوق العالمي من جديد بسهولة.
يارا: وماذا عن والدة منصور هل ماتت.
ابتسمت أم رامي بتهكم قائلة: يا ليتها ماتت.
يارا بتعجب: لماذا!
أم رامي: تلك الحية الفرنسية المغرورة ، كانت السبب في كل ما حدث.. أحبت المال أكثر من ابنها وزوجها و قد كانت سكرتيرة تعمل بجوار الشيخ عبدالرحمن العالي ، تزوجها وانجب منها ابني منصور ، ثم عشقت أحد المستثمرين الصغار في فرنسا وباعت ابنها وزوجها ، وبعد ذلك تآمرت هي وعشيقها عليهم حتى افلست المجموعة.. وما ان توفي الشيخ عبدالرحمن حتى تركت البلاد وهربت وتزوجت من عشيقها ذاك و الذي أصبح أحد ألد أعداء ابني منصور في باريس.
يارا: يا الهي ! كيف فعلت ذلك؟
أم رامي: كانت سيدة مغرورة و مريضة بحب المال والسلطة .
يارا: هل مازال منصور على تواصل معها؟
أم رامي: ألم يُخبرك بأنه لا يملك عائلة ؟ .. ابني منصور لا يكذب أبدا.
صمتت يارا بذهول وهي تُفكر في قصة منصور التي لم تكن قد سمعت أو عرفت عنها شيئا من قبل.
قاطعت أم رامي تفكير يارا قائلة: احتويه يا ابنتي .. فاليوم فقط عاد لي ابني الذي لم أراه لسنين طويلة ، واعلمي أنك لو احتجت القمر يوما فسيقطفه منصور لكِ من السماء ، ولكن صدقيني رغم حدته و كل نفوذه وسلطته ، هو بحاجة لك أكثر مما أنت بحاجة له.
شعرت يارا للحظات بالشفقة على منصور.. لم تكن تعرف ماذا تقول أو كيف تتصرف أمام كلمات أم رامي وأمام المفاجأة التي ألقتها على عاتقها ، لم تكن تتخيل بأن منصور بكل جبروته وقوته وصيته قد عانى أي ألم في حياته .. لم تتصور أصلا أن يملك رجلاً مثله نقطة ضعف قد يحتاج لوجودها بجانبه ليتمكن من ازالتها.
تداركت يارا مشاعرها فقالت لأم رامي : تُرى أين السائق .. لماذا لم يُحضر الدواء الى الآن؟
أم رامي : سأهاتف ابني رامي .. ربما أوصل السائق الدواء وتركه عند الحرس أمام البوابة.. اصعدي انتِ يا ابنتي لتتفقدي منصور.. وأنا سأرسل الدواء لك ما ان يصل مع العاملة.
يارا : حسنا .. ولكن هل تسمحي لي أن أحتضنك ؟ فربما قد تسببت دون قصد في أن تتذكري ذكريات مزعجة.
ضحكت أم رامي من رقة يارا واقتربت فورا لتحتضنها قائلة: أليس لديك أخت بجمالك ورقتك حتى أقوم بخطبتها لابني رامي أيضا؟
ضحكت يارا واحتضنت أم رامي بصمت.
.
.
.
.
استيقظ منصور وقد ازداد عليه الألم .. أخذ ينظر حوله في الغرفة بقلق ، فقام بسرعة و بهلع ليتجه الى دورة المياه ويقوم بدفع الباب باحثا عن يارا و لكنه لم يجدها .. فخرج و الخوف والغضب يستوليان على نظراته ليفتح باب الغرفة.. ولكن يارا سبقته وفتحت الباب قبله لتصطدم عيناها بعينيه..
يارا : ما الأمر .. هل أنت بخير؟
منصور وما زالت عيناه متعلقتان بيارا..
يارا: لا تخف.. لم أهرب ..
بدأت نظرات منصور تخيف يارا فأكملت قائلة : أساسا ليس لي مكانا أهرب اليه.
اجتذب منصور يارا بشدة من أمام الباب واغلق الباب خلفها ثم احتضنها بشدة ليهمس لها قائلا: لا تذهبي مرة أخرى الى أي مكان بدوني.
يارا بتوتر من تصرف منصور : ذهبت لأتفقد ما ان وصل الدواء ..والآن هلا تركتني رجاء.
منصور: ان تركتِ لي الخيار .. فلن أتركك أبدا.
يارا شعرت بالارهاق الشديد في صوت منصور فقالت: هل أنت بخير؟
منصور بسخرية: بالطبع أنا بخير .. فأنا أشعر بأنفاسك على صدري.
قاطع صوت الطرق على باب الغرفة حديث منصور ..
يارا : قد وصل الدواء .. رجاءً اتركني .. فأنا لا أود أن أدفعك و أنت مُتعب هكذا.
منصور : و أنا لا أستطيع أن أتركك فأنا مُتعب و أشعر بالراحة وانا أغمرك هكذا.
يارا بيأس : أرجوك اتركني فالطرق على الباب يزداد.
منصور يتنهد بيأس أيضا من إصرار يارا ويتركها قائلا: حسنا .. اذهبي وافتحي الباب.
ذهبت يارا لتفتح باب الغرفة وتأخذ الدواء من العاملة .. وما ان عادت حتى وجدت منصور يجلس على الأريكة بجانب السرير وقد أعاد رأسه الى الخلف قليلا وأغمض عينيه بتعب.
يارا فتحت علبة الدواء وقالت له : تفضل يجب أن تأخذه الآن لأنك قد تأخرت كثيرا في تناوله، ولذلك تشعر بالإرهاق والتعب ، يجب أن لا تتأخر في أخذه مرة أخرى لأن ذلك قد يتسبب في انتكاس حالتك الصحية .
أخذ منصور الدواء وتناوله ثم نظر الى يارا قائلا: هل تقلقين بشأني؟
يارا: ربما أشعر بالذنب لأني السبب فيما حدث لك.
منصور: أنا ممنون لكِ .. لأن لولا إصابتي هذه لما كنتِ اعتنيتِ بي.
يارا وقد طال صمتها ..
منصور: اذا كنت ترغبين في الاسترخاء فتفضلي، بإمكانك الاحتفاظ بالسرير.. وسأحتفظ أنا بهذه الأريكة .
يارا وبرد سريع : لا شكرا .. لا أريد.
منصور: حسنا سأخرج لأتفقد اسطبلات الخيول .. أترغبي في مرافقتي.
يارا: لا .. بإمكانك الذهاب متى شئت.
منصور وقد اتضحت ملامح غضبه وهو ينظر ليارا : تحضري ستذهبين معي.
يارا: لكني لا أرغب في ذلك.
منصور: أمامك عشر دقائق لتُبدلي ملابسك .. سأنتظرك في الأسفل.
نهض منصور بغضب وإصرار وخرج من الغرفة.
يارا وقد اخافها صوت اغلاق منصور للباب: يا لغبائي حين أشفقتُ عليك.
وفجأة دخل منصور مرة أخرى للغرفة ليفتح الدولاب ويُخرج منه بنطال جينز و قميص أصفر قطني ليس له أكمام، و قد كان قصير نوعا ما بحيث يكشٍف تصميمه عن منطقة الخصر من الجوانب ليتدلى بشكل أطول من الأمام والخلف ببعض التموجات الأنيقة..
قام منصور برمي البنطال والقميص على طرف السرير قائلا : ارتدي هذا .. والا سأضطر الى مساعدتك في ارتدائه.
خرج منصور بسرعة دون أن يهتم لرد يارا ، واغلق الباب خلفة بقوة مرة أخرى.
صرخت يارا قائلة: يا الهي ماذا أفعل ! .. حقا أنا غبية ، لما لم أتركه يتألم حتى الموت واسترحت منه و من ازدواجيته هذه.
رفعت يارا تلك الملابس من على السرير لتنظر لها باستحقار ، ثم قامت برميها بكل قوتها وغضبها على الأرض.
.
.
.
نزل منصور للأسفل.. فوجد أم رامي تقترب منه وهي تقوم بنفخ البخور الذي تحمله بيدها عليه قائلة : حرسك الله من العين يا عريس..
ثم أكملت تتساءل .. أين يارا! أردت أن أبخركما معا.
منصور وهو يبتسم من تقاليد أم رامي: ستنزل بعد قليل فبخريها جيدا رجاءً.
أم رامي تضحك : لن تُوصيني بابنتي يا منصور.
منصور: كيف وجدتي عروسي؟
أم رامي وهي تهمس لمنصور: هذه من يُقال عنها عروس .. كنتُ أخاف كثيرا أن تقع في شباك العقربة التي تُدعى رؤيا.
منصور بتهكم: وكأنك تتحدثين عن مرور ابن عُرس تحت سحر ضوء القمر.
أم رامي وقد حجبت رؤياها دموع الضحك : دعنا منها .. فيبدو أن عروسنا الجميلة قد حضرت.
.
.
.
ما ان نزلت يارا حتى تفاجأ منصور بأنها قد ارتدت قميصه الأبيض.. فوق البنطال والقميص الأصفر الذي انتقاهما لها.
وما ان وصلت يارا لأسفل الدرج .. حتى قام منصور بخلع القميص الذي يرتديه ليُعطيه لأم رامي قائلا: هلا أعطيتي القميص هذا للعاملة حتى تقوم بغسله؟ فسأرتدي قميصي ذاك الذي ترتديه يارا ..
ثم انطلق وهو عاري المنكبين ووقف أمام يارا واحتضنها برومانسية مصطنعة قائلا: حبيبتي أنا هنا! .. لا داعي أن ترتدي قميصي لتعلق رائحة عطري بك ، احتضنيني فحسب.
ووسط صدمة يارا وخجلها أمام أم رامي .. خلع منصور القميص من على كتفيها وابتعد قليلا عنها ليرتديه.
أم رامي تُعلق بسعادة: لا تخجلي يا عروس .. سأبخرك من العين وأذهب لتكونوا على سجيتكم.
بخرت أم رامي يارا و هي تُتمتم ببعض الآيات القرآنية وما زالت الصدمة واضحة على ملامح يارا.
اقترب منصور بهدوء وكأنه يحاول أن يتعرض لدخان البخور في يد أم رامي ، فوقف بجانب يارا ليضع يده حول خصرها المكشوف
ولثواني شعرت يارا بالاختناق ..
ليس من البخور، بل من الموقف الذي وضعها به منصور..
فما كان منها سوى أن أمسكت بخصلات شعرها الطويلة وكأنها تُبخرها ثم ألقت بها و أرجعتها الى الخلف بقوة لتصطدم بوجه منصور الذي أشاح بوجهه قليلا ثم عاد ليجذب يارا باصرار من خصرها من جديد.
استفز الموقف يارا بشدة فقالت وهي تشكر أم رامي : شكرا لك .. فرائحة البخور جميلة جدا.
ثم التفتت لمنصور بقصد ارباكه وقالت: اقترب حبيبي .. فبخور أم رامي لا يُفوت.
انتقلت الصدمة من ملامح يارا لملامح منصور حين قالت له كلمة حبيبي.. لينظر لها منصور باستغراب وقد تجمد في مكانه ما بين السعادة والتعجب.
عندها أبعدت يارا يدين منصور عنها بخفة.. وابتعدت وتركته قائلة : سأخرج أنا لأستنشق بعض الهواء ..شكرا لكِ مرة أخرى خالة أم رامي.
.
.
.
خرجت يارا من المنزل لتمشي في المزرعة بغضب ..وهي تحبس الدموع في عيناها جراء استفزاز منصور لها واستغلاله للموقف أمام أم رامي.
ما هي الا ثواني حتى لحق منصور بها ليُديرها باتجاهه قائلا: ألم أنبهك أن لا تذهبي الى أي مكان بدوني؟
يارا وقد فقدت أعصابها وقامت بدفع منصور بعيدا عنها قائلة: يبدو أن غبائي جعلني أحترمك وأنت لا تستحق.
منصور بغضب : ويبدو أني سئمت صبري عليك.
اقترب منصور من يارا أكثر ليُكمل قائلا: أنت زوجتي فتصرفي على هذا الأساس.
يارا : أجبرتني عليك .. أجبرتني على كل شيء فيك .. أنا لا أريدك .. لا أريدك.
ترك منصور يارا التي أشاحت بنظرها عنه فصمت قليلا .. ثم قال بهدوء: انظري الي.
غضب يارا جعلها لا تهتم لمنصور وترفض النظر له.
صرخ منصور فزمجر بغضب قائلا ليارا : قلت لك أنظري الى.
رفعت يارا نظرها لتنظر لمنصور بتحدي قائلة: ماذا تريد؟
منصور يتمالك أعصابه ويعود لهدوئه من جديد قائلا: هل أجبرتك قبل قليل أن تناديني بحبيبك؟
يارا بسخرية: هه.. لا تفرح كثيرا، فلساني قد اعتاد على أن يقولها لمن كان زوجي الحقيقي قبل أن أصبح جاريتك.
منصور وكأن يارا قد أوقدت النار في نظراته .. قام بعض شفته السفلية في محاولة منه لأن يتمالك نفسه .. ولكن يبدو أنه فشل في ذلك ..
قال وكأنه يريد أن تتدارك يارا حديثها قبل أن ينفجر: حقا!
يارا صمتت ومازالت نظرة التحدي في عيناها ..
و لوهلة ومن دون أن تستوعب يارا .. وضع منصور كفيه على وجنتيها ليجذبها ويطبع قبلة عنيفة على شفتيها..
حاولت يارا ابعاده وهي تدفع بصدره بعيدا عنها.. ولكنه أنزل يديه ليحيط كتفيها ويجذبها اليه مما أعاق حركة يديها.
انتبه منصور لدموعها التي خرجت من عيناها تستغيث وترجو منه الرأفة..
فتركها لتسقط جاثية على ركبتيها منهارة أمامه.. ثم قال يخاطبها: ان لم أكن أول من تدعينه بحبيبك .. فتلك كانت قُبلتك الأولى وهي لي، وأرجو من الله أن تكون كذلك.. حتى لا أقرر أن أكون أول من يمتلكك والآن.
يارا التزمت الصمت وهي تبكي بحرقة على الأرض.
منصور: أتمنى أن تكوني قد أدركتِ من هو زوجك الحقيقي يا حرمي المصون.
هنا يتوقف الفصل الرابع عشر من روايتي ( عروس النار) .. تابعوا معي الجزء القادم بشغف فلم تسأم محبرتي بعد من ذلك الشوق بينها وبين القلم.
بقلمي
سارة بنت طلال.
أهدي هذا الجزء.. الى أجمل المتابعين وأرقاهم على الاطلاق، وأحمل اليكم باقة من الشكر على صبركم الكريم وأناقة حضوركم التي باتت أجمل ما في صباحي وأعذب ما في مسائي وأنقى ما في أيامي الدراسية المتعبة والمرهقة جدا جدا جدا، حفظكم الله دوما وأبدا .. لي ولكل محبيكم بإذن الله.
فترة الأقامة :
3710 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
98319
إحصائية مشاركات »
سيدة القصر
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
0.12 يوميا
سيدة القصر
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى سيدة القصر
البحث عن المشاركات التي كتبها سيدة القصر