عرض مشاركة واحدة
قديم 12-25-2015, 05:34 AM   #2
سيدة القصر


الصورة الرمزية سيدة القصر
سيدة القصر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Oct 2015
 أخر زيارة : 09-17-2025 (11:28 PM)
 المشاركات : 450 [ + ]
 التقييم :  14
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الفصل الثاني




محاولاتها المتكررة لرفع رأسها لم تنجح , والضباب ما زال يسكن عيناها ولا تعلم هل فقدت البصر أم ماذا !! ..
أخذت تُحدث نفسها : ما الذي حدث لي ؟ لما لا أرى ؟!.. أرجوك جسدي ساعدني أود النهوض .


الضجيج حول رأسها بدأ يعلو ..
و أحدهم يقول : سيدي .. قد أتممنا كل أوامر سموك .
اقترب.. وصوت خطواته يزيد من هلع يارا التي تستمع الى كل شيء يدور حولها , وتعجز عن رؤيته بسبب المادة المخدرة.
أخذت تتحدث وهي ترجف خوفا : أرجوكم .. انا ..انا ,, أنا لم .. لمأفعل شـ ـ شيئاً .
اقترب حتى ارتمى ظله على جسد يارا الملقاة على أرض قصره , فعلمت أنه يقف بجانبها ..
أخذت تبكي وتصرخ بأعلى صوتها : لاااا أرجوك .. لا تفعل بي شيئا .. أرجوووووووووووك.
دنى منها ببطيء , وتلمس ملامحها بأنامله وهمس لها قائلا : تعلمي من اليوم أن لا تخااافي .
ثم ابتعد قليلا عنها فنادى احدى العاملات في قصره : جاكلين .
جاكلين : نعم سيدي .
التفت اليها ونظر في عيناها مباشرة و قال: خذي السيدة يارا الى جناحها الخاص .. وساعديها في تبديل ملابسها .


جاكلين : حاضر سيدي .
وقبل أن ترحل ..أوقفها قائلا : اعطيها شيئا لتغفو .. وهدئي من روعها .
جاكلين : حسنا سيدي .
أخذت جاكلين يارا الى جناحها كما أمرها ..




ومضى وعلى وجهه علامات القلق والأرق حتى دخل مكتبه .
بعد دقائق دخل اليه سكرتيره الخاص, أو كما يسميه .. يده اليمنى ورجل المهمات الصعبة (فهد) .
فهد : سيدي .. كان هناك بعض الأوراق الهامة لاجتماع الغد ,, هل أحضرها لك ؟.
أنزل كفه الذي أسند به رأسه وقال : لا .. ليس الآن .
فهد في تردد : ما الأمر سيدي .. أقصد أنها أصبحت في قصرك الآن , فما الذي يثير قلق سموك ؟.
نظر الى بعض الأوراق أمامه وقال : لم تُصبِح لي بعد .
فهد بثقة : تأكد بأن باقي الخطة ,, ستمضي كما أمرت بها سيدي , وسيُطلقها زوجها في الأيام القليلة القادمة .
رفع بصره ونظر بحدة الى فهد قائلا: ان وصفته بزوجها مرة أخرى فستندم .
فهد وهو يطأطئ رأسه أسفاً : آسف سيدي .



وفي الجانب الآخر وتحديدا في قاعة حفل الزفاف .. وقف خالد مذهول من عدم دخول عروسه .
انتظر طويلا على الشرفة ولم تظهر .. فتحرك مسرعا ليعرف ما الأمر .
فوجد والدة يارا تقف بقلق وتوتر في مدخل القاعة, تحاول فتح ظرف قد أُغلق بإحكام و قد كان مُلقى في مدخل العروس.


خالد : ما الأمر خالتي .. ألم تجهز يارا؟ .
أم يارا بكل توتر تفتح الظرف لتُخرج ورقة .. قد كُتِب عليها التالي:


أبي , أمي ..
أنا آسفة ..
حاولت كثيرا أن اخباركم بأني أحب شخصا آخر , ولكن الأمور مضت بسرعة و أنا لا أستطيع أن أُتِم هذا الزواج , فحقا لا أود أن أظلم نفسي .. أو أن أظلم شخصا آخر معي .
سامحوني ..
ابنتكم : يارا .



ما ان قرأت أم يارا هذه الكلمات .. حتى سقطت أرضا مغشيا عليها ..
تجمعوا النساء حولها بسرعة في حالة من الفزع والتساؤلات الكثيرة التي أخذ الهمس

بها يرتفع حتى ملأ الصالة .



أما خالد فقد التقط تلك الورقة وقرأ محتواها فجن جنونه ورماها , ثم خرج فورا من القاعة في وسط ذهول الجميع .



نُقلت أم يارا الى المشفى , وقد انتشر خبر هرب يارا مع عشيقها بسبب تلك الورقة التي تنقلت بين أيدي النساء , فأصبحت حديث أفواههم .



أما والد يارا.. و الذي رافق والدتها الى المشفى , فقد كان في حالة انهيار تام , ولا يلازم لسانه سوى قول : يا ليتها ماتت .. يا ليتني لم أنجبها .



كان ليارا أخ واحد اسمه (طراد) , وقد كان يصغر يارا بسنة واحدة فقط .. فهو في الخامسة و العشرين من عمره , شاب ذو عقلية متفتحة جدا , يدرس الماجستير في الخارج , وهو أقرب شخص ليارا في الحياة .
عاد فقط الى أرض الوطن ليشارك أخته فرحتها بزفافها .. ولكنه الآن في مركز الشرطة ..
قال يُحدِث ضابط الشرطة : أنا متأكد من أن أختي قد اختطفت .. لما لا تتحرك للبحث عنها .
الضابط ببرود : يُوجد أدلة تؤكد بأنها هربت مع رجل آخر .. وهذه مشاكل عائلية لا يحق لنا التدخل بها .
علا صوت طراد : أنا أعرف أختي جيدا .. وهذه الرسالة لا تدل على شيء , ربما أحدا آخر هو من كتبها .
الضابط (بنبرة حادة) : اخفض صوتك أو لا تلوم الا نفسك .
طراد بيأس : أرجوك .. أن كنت لا تقبل بفتح تحقيق في حادثة اختطاف .. فالتكن حادثة اختفاء ,, أرجوك أنا أعرف اختي جيدا , من المستحيل أن تفعل ذلك .
الضابط ( وقد أثار طراد عاطفته) : أخ طراد .. اهدأ قليلا , تأكد بأني سأفعل ما بوسعي ,
وسأجعل المختصين يتحققون من الخط الذي كُتبت به هذه الورقة ,, وسأوافيك بالنتيجة في أقرب وقت .




خرج طراد وما زال الهلع والخوف على أخته يسريان في جسده .. ركب سيارته متوجها الى المشفى ليطمئن على والدته ووالده ..
وفي طريق كان يتذكر يارا وهي تتحدث معه على كاميرا هاتفها النقال حين كان في الخارج .. وتصف له سعادتها بتطور الأمور بينها وبين خالد , ويتذكر حديثها عن التحضيرات لحفل الزفاف وكم كانت حريصة على أدق التفاصيل , صرخ شعوره بالخوف قائلا : أين أنتِ يارا .. أين أنتِ ؟!!!!
رن هاتفه النقال ليقطع حبل أفكاره .. فنظر الى الشاشة ( خالد زوج يارتي يتصل بك ) : ألو .
خالد : السلام عليكم طراد .
طراد : وعليكم السلام .
خالد بقي صامتا لمدة : ......
طراد : خالد.. أياَ كان ماتُحاول قوله فأنا متأكد بأن يارا أختي لا تفعل ذلك .. صدق أو لا تصدق افعل ما شئت .
خالد : أردت أن أخبرك فقط بأن ورقة طلاقها ستصلكم قريبا .
طراد بعصبية : اذن عجِل بها .
ثم أغلق الهاتف و رماه بعيداعنه .

.
.





و بعيدا عن كل هذه الضجة ..
هناك في قصره الهائل , وفي جناحه الخاص , وتحديدا في أعلى شرفته , يقف وعيناه الحادتين تستقران على شرفة الجناح الملتصق بجناحه .
لا يُصدق بأنها موجودة في قصره , وان الجناح المخصص لها أخيرا .. هي تنام في داخله , أخذ يتذكر أول لقاء بينهما ..
كان قبل خمسة أشهر , كانت يارا ما زالت تعمل في الجمعية الخيرية لخدمة المجتمع .
و كان ذلك في احتفال بنجاح احدى المشاريع الخاصة بجمع كِسوة الشتاء للمتعففين .
وكان الاحتفال قد أقيم في احدى الحدائق المرموقة والخاصة باحدى شركاته .



في أحد أركان الحديقة كانت تقف يارا مع صديقتها والمشرف على عملها , وكانت توجه كلامها الى احدى السيدات التي تسأل عن أعمال الجمعية ..
يارا : نعم سيدتي .. جمعيتنا تدعم كل الأفكار الشبابية لخدمة المجتمع بل وأيضا تُقدم لهم دورات تدريبية عليها ساعات تطوعية تُحسب في صالحهم وتُضاف الىخبرتهم , وذلك لتوجيههم الى الطريق الصحيح الذي يخدمون من خلاله المجتمع .
روان (صديقة يارا تهمس في اذنها) : يارا .. انظري هناك , هذا السيد (منصور) رئيس جميع شركات (العالي) و أولهم الشركة التابعة لها جمعيتنا .
كان طويل , وسيم جدا , وملامحه حادة .. ولكن الحدة في عينيه تتفوق على باقي تفاصيل وجهه .. له نظرة ثاقبة و كأن قوة العالم اجتمعت في عينيه , بارد و هاديء في الظاهر , ومن المستحيل أن تعرف ما الذي يدور في رأسه .
إن تحرك أمامك .. فيجب أن تعلم بأن كل حركة يقوم بها مدروسة بدقة ..
تواجده في أي مكان يثير رعب الجميع , رغم أنه لا يتواجد كثيرا الا في الاحتفالات الخيرية .




نظرت له يارا مطولا ثم قالت لروان : هل هذا هو حقا ! .. لم أتخيل أن يكون شاب .
روان : يقولون بأن مظهره شاب بسبب رفاهيته .. أذكر أن المشرف أخبرني بأنه في منتصف الثلاثينات .
قاطع حديثهما المشرف وهو مربك : يا الهي هذا منصور العالي ..
( ثم أكمل في توجيه حديثه الى يارا و روان) أنصتوا الي جيدا: حين يأتي الى هنا أود أن تضيفوه من طبق الشوكولاتة الموضوع على الطاولة ,, ثم أحسنوا الحديث بكل ثقة عن الجمعية ونجاحاتها , يُهمنا أن تلتقط لنا عدسات المصورين بعض الصور معه لصُحف الغد .




توجه منصور وسكرتيره الخاص فهد تتبعهم عدسات المصورين الى الركن الذي تقف فيه يارا وصديقتها ..
بدأت يارا تشرح له مدى النجاح الذي وصلت اليه أعمال الجمعية , وكانت تحاول أن تُبقي عيناها ثابتة في عينيه لتُظهرثقتها العالية أمامه .. وكم كان الأمر صعبا أمام نظراته الثاقبة .
أما رئيس مجموعة شركات العالي (منصور العالي) فقد كان مبهور من تلك الثقة أمامه , ومن الجمال النقي , وأخذ يتساءل في نفسه وهو لا يستطيع أن يُبعد نظره عنها .. هل حقا عيناها مشرقتان الى هذه الدرجة! .
قامت روان بقرص يارا لتقوم بضيافة منصور كما أمرهم المشرف .. ومن شدة ارتباك يارا مدت يدها الى طبق الشوكولاتة , وأخذت واحدة منها ومدت يدها بها الى منصور .. وقالت : تفضل .
فتدخلت روان وهي تبتسم لمنصور قائلة : دعيه هو يختار من الطبق .
فأسرعت يارا بإرجاع الشوكولاتة في الطبق بخجل وقالت : عذرا .. تفضل انت بالاختيار .

فركز منصور نظراته على يارا أكثر وقال : أعطني التي اخترتها لي مسبقا .. فلن أختار سواها .
أسرعت يارا بسحب حبة الشوكولاتة و قدمتها له .. فأخذها وهو يقول قاصداً: شكرا لكِ يا ..
فقالت : يارا .. اسمي يارا .
منصور : شكرا يارا .. أسعدني لقائك .
يارا : و أنا أسعد .
ثم تحرك منصور وعدسات الكاميرا لم تتوقف عن التقاط صور رئيس مجموعة شركات (العالي) .
و ما ان صعد الى سيارته الخاصة والتي يقودها سائقه الخاص حتى قال : أود تقرير مفصل عنها .
فهد وهو يرتب بعض الأوراق في المقعد الأمامي : أعتقد بأني قد وضعت هنا تقرير مفصل عن هذه الجمعية يشمل ..
قاطعه منصور قائلا : أنا أتحدث عن يارا .
فهد بلا تركيز أجاب : نعم يارا ..( ثم تدارك الحديث) .. ماذا ! .. يارا ؟؟!!
منصور بثقة : نعم .. هي موظفة في تلك الجمعية , أود تقرير مفصل عنها .
.
.
.
.


الى هنا سيتوقف الفصل الثاني من (عروس النار) ..
ترى كيف ستكون مواجهة يارا برئيس مجموعة شركات العالي؟!
و ما الذي فعلته له .. حتى يُدمر حياتها بهذا الشكل المريع ؟!
وتُرى ماذا ستُخبيء لها أيامها القادمة في قصره الهائل !!
و هل سيُطلقها خالد حقا ؟.. أم ستظهر براءتها ؟!


تابعوا كل هذا وأكثر في الفصل الثالث من رواية (عروس النار) .. فكونوا بالقرب .



بقلمي

سارة بنت طلال






 

رد مع اقتباس