عرض مشاركة واحدة
قديم 12-26-2015, 02:49 AM   #10
سيدة القصر


الصورة الرمزية سيدة القصر
سيدة القصر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Oct 2015
 أخر زيارة : 09-17-2025 (11:28 PM)
 المشاركات : 450 [ + ]
 التقييم :  14
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي







الجزء السادس





طراد ( يُفكر بعمق وهو يحتسي كوب من قهوته الصباحية ويتساءل) : أين قهوتك يا يارا ؟ .. تُرى هل يجب أن أصدق أنك تحتسيها مع رجل غريب الآن؟ ، أو هل يجب أن أصرخ و أجن و أنا أتخيل بأنك قد لا تكوني بخير!! , أرجوكِ يارا ان كنتِ بخير معه.. فقط دعيني أطمئن ..



قطع جرس الباب أفكار طراد وتساؤلاته ، فمضى يركض قائلا : ربما سمعتني ! ربما خلف الباب يارا ..



ولكن يارا كانت خلف أبواب ضخمة ليس من السهل عبورها ، وان تحجمت الأبواب .. فرهبة السجان تعلو .





.



.



.



جاكلين ( تقف مطأطأة الرأس في مكتب منصور ) : سيدي أنا لن أحاول تبريرما بدر مني .. لكن أنا أرجو من سماحتك أن تقبل اعتذاري.



منصور (بقي يتجاهل وجود جاكلين ملتزما الصمت لفترة طويلة وهو يجلس على مكتبه .. محدقا في أحد ملفات الشركة أمامه) : ......



تجاهل منصور وصمته زاد من توتر جاكلين وخوفها ولكنها بقيت مكانها لم تتحرك خاصة وأن منصور لم يسمح لها بالخروج بعد .



بعد عشر دقائق من وقوف جاكلين في انتظار أي كلمة قد تخرج من منصور، انتبهت الى أنه قد أنهى قهوته فتحركت بسرعة وهي تقول : سيدي .. سأعد لك غيرها .



رفع منصور بصره الحاد أخيرا ونظر الى جاكلين قائلا: قد بدأت العمل لدي منذ ثلاث سنوات ..أليس كذلك؟.



جاكلين بصوت منخفض : نعم سيدي .



منصور : ماذا كنتي تعملين لدي خلال الثلاث سنوات ؟ .



جاكلين : كنت أتدبر أمور القصر وشؤون العاملين فيه .



منصور: اذن القصر هو مهمتك ؟ .



جاكلين : نعم سموك .



منصور : وان اصبح لهذا القصر سيدة ؟ أخبريني ماذا ستكون مهمتك؟.



جاكلين : هل تقصد سموك السيدة يارا؟.



منصور: اسمعيني جيدا .. أنا أعلم بأنك ستُخلصين لي مدى الحياة ،فلا أحد يعمل هنا في هذا القصر اذا كان هناك احتمال نصف في المئة بأنه سيطعنني في ظهري يوما ما .. وتحديدا أنتِ ، دعيني أصارحك بشيء .. أنا أعلم جيدا بأني ان أمرتك بافناء عمرك هنا لارضائي فستفعلين .. ولذلك أنتِ بالقرب من السيدة يارا ، أو لأكون أوضح .. انتِ احدى ممتلكات السيدة يارا .. و لذلك لم أعاقبك في ذلك اليوم.



جاكلين (تمتليء عيناها بالدموع) : أنا ممتنة لسموك .



منصور: الامتنان يعني أفعالا .. مهماتك الوظيفية ها هنا، هي أن تكون السيدة يارا بخير، وسعيدة ، ومرتاحة و لا شأن لك سوى رضاها.. مفهوم؟ .



جاكلين : نعم سيدي .. مفهوم .



منصور : جيد .. اذن اليوم سيكون عقد قراني على السيدة يارا ،أثبتي مدى فهمك لما قلت .



جاكلين ( ترفع نظرها متفاجأة ) : اليوم !!! .



منصور: ألم تفهمي ما قلت؟.



جاكلين : لا سموك .. أنا فقط أتساءل ما ان كانت السيدة يارا تعلم ..



منصور (يقاطع جاكلين) : لا شأن لك بهذا .. فقط حضري لها فستان السهرة الأسود الذي أحضرته من باريس .. أذكر أني قد طلبت منكِ وضعه في غرفة الملابس الخاصة بي .



جاكلين : نعم سيدي ..أنا فعلا قد وضعته في خزانة سموك .



منصور : اطلبي من مطبخ القصر تجهيز أفضل الأطباق للعشاء.



جاكلين : هل سيكون هناك حضور .



منصور( بابتسامة نصر) : ربما .. لا أعلم ما قد يخطر بـ بالي الليلة .



.



.



.



.



في عالم بعيد عن النصر , كانت ابتسامة بؤس ..تشق طريقها عبر ملامح طراد المستاءة وهو ينظر الى ورقة طلاق أخته يارا ويقلبها بين يديه قائلا : حسنا ياوالدي العزيز .. ربما لا أستغرب هذه الورقة كثيرا , خاصة بعد ردة فعلك انت اتجاه ابنتك .. أنا حتى ليس من حقي أن أتوقع من ذلك الخالد تصرفا آخر .



.



.



.



في مساء ذلك اليوم .. وقفت يارا خلف نافذة غرفتها تنظر في أرجاء ذلك القصر الشاسعة ، تنظر بدقة الى كافة زواياه وكأنها تحاول استكشافه ، تتساءل ترى كم باباً لهذا القصر ؟ .. وتُرى أين هو الطريق الذي يقودها لخارجه؟؟.



شد انتباهها دخول فهد مصطحبا رجل آخر .. وكان مظهر ذلك الرجل وقور للغاية.. ما لفت انتباه يارا أكثر هو خروج منصور لاستقباله والترحيب به .



أخذت تنظر الى منصور و كأنها تحاول أن تلمح شيئا يحدد لها تفاصيل شخصيته .. ثم تهمس له وكأنها تسأله: ترى ما الذي تسعى خلفه من حبسي ها هنا .. أتمنى أن أعرف ماذا تريد !!.



أخذت دموعها تلمع في أحضان جفونها فابتعدت عن النافذة وعادت الى السرير لعلها تستطيع أن تحتضن نفسها لتواسيها ..



أخذ خيال خالد يرتسم على وسادتها .. فحدثت تلك الوسادة قائلة : كان ينبغي أن أكون معك الآن .. كان ينبغي أن تكون هذه أجمل أيام حياتنا (فارقت دموعها تلك الجفون.. لتنتحرعلى ضفاف الوسادة ) .



انفتح باب الجناح أخيرا .. فانتفضت يارا من مكانها ونظرت اليه وبصوت متقطع قد هاجمه الخوف قالت :



مـ ـ ـ ـاذا تريد ؟.



منصور ( بخطوات واثقة اقترب من يارا و جلس بالقرب من سريرها من مازاد من ارتباكها ) : أريد أن أجري حديثا قصيرا معك .



يارا ( تتحرك مبتعدة بخوف لتجلس في زاوية السرير الأخرى ) : ماذاتريد مني ؟ .



منصور (يخرج ورقة طلاقها ويلقي بها على السرير بجانبها ) : هذه تخصك ..



يارا ( تمد يديها التي ترجف خوفا وتلتقط الورقة لتنظر لها متسائلة) : ما هذه ؟! .. أنا لا أفهم !..



منصور( يقف ويضع يديه خلف ظهره ثم يمشي بهدوء الى حيث النافذة) : هذه ورقة طلاقك .. ذلك الرجل يعتقد بأنك قد هربتي مع عشيقك في ليلة زفافكما .. ولذلك طلقك ..



يارا ( بذهول ) : ماذا تقول !!.. هذا لا يمكن .. لا يمكن ..



منصور ( ينظر من خلال النافذة وكأنه ينظر للأفق الفاصل بين السماء والأرض) : هذه الحياة تبنيها الخيارات ، وبعض الخيارات بأيدينا والبعض منها مرغمين عليها ..



يارا ( انطلقت منهارة لترتطم بظهر منصور وتبدأ بضربه وهي تصرخ) : ايها المجنون .. دمرت حياتي .. لا .. لا يمكن أن يحدث هذا , انت كااااذب .. كااااااذب .



منصور ( يلتفت بهدوء ليمسك بيد يارا ويسحبها باتجاهه حتى صارت عيناه الحادتين تقابل عيناها ) : انا أعتقد بأنك قد جربتي بناء حياتك بيديكِ .. فلما لا تجربي النوع الآخر ؟.



يارا( انتفضت بين يدي منصور في محاولة لدفعه بعيدا عنها ) : انت مجنون .. انت حقا مجنون ! .



منصور ( يسحبها ويعيدها بثقة بين ذراعيه) : هذه الليلة ستكونين مُلكي فاختاري .. اما أن تكوني مُلكي في الظلام و بلا اثبات أو شهود , أو أن تكوني ملكي وانتِ زوجتي .



يارا ( تناضل لتفلت منه ثم تستسلم وتبكي .. ثم تعود لتصرخ ) : ماذا فعلت لك حتى تُدمر حياتي هكذا !.



منصور (يعبر بوجهه بين خصلات شعرها ليهمس بهدوء في أذنها ) قائلا : جعلتيني لا أنام .



جاء صوت فهد من خلف باب غرفة يارا ليوقظ منصور قائلا : سموك قد أحضرت دفتر النكاح من الشيخ .. هو ينتظر التوقيع .



حرر منصور يارا من قبضته ليفتح الباب و يسمح لجاكلين بالدخول قائلا : ابقي معها .. سأعود بعد دقائق .



دخلت جاكلين لتحتضن يارا المنهارة و تهديء من روعها .



خرج منصور ليجد فهد يقف وهو يحمل دفتر النكاح بين يديه فسأله : ماذا جرى مع الشيخ؟.



ابتسم فهد و بسخرية قال : لقد باعني دفتره بمئة وخمسين ألف .



منصور : جيد .. وماذا قال بالنسبة لعدة الثلاث أشهر؟.



فهد : قال سموك .. بأنه سيعقد الليلة ثم سيسجل عقد النكاح بعد أن تنتهي العدة مباشرة.. أي بتاريخ متقدم.. (سكت فهد قليلا ) ..ثم قال: لكن سموك.. هل ستوقع السيدة يارا ؟.



منصور : نعم ستفعل ..



أخذ منصور دفتر النكاح ودخل غرفة يارا وأشار لجاكلين بالخروج ثم أغلق الباب ..



اقترب من يارا ووضع دفتر النكاح أمامها وقال : اختاري .



نظرت يارا الى الدفتر وقالت : لا يحق لك الزواج بي الآن .. ( أخذت تمسح دموعها وهي تحاول التقاط أنفاسها ) لتكمل قائلة : ورقة الطلاق تقول هذا .



ابتسم منصور باستهزاء قائلا : حقا! .. دعينا نرى ..



( ثم بدأ في فتح أزرة ثوبه من ما أثار رعب يارا وجعلها تصرخ ) : ماذا تفعل؟.



منصور بهدوء : سأرى ما ان كان يحق لي أو لا يحق لي.



يارا ( تسقط تحت أقدام منصور وترجوه ) : ارجوك لا تفعل أرجوك .



منصور ( يرفعها من على الأرض ويمسك بذقنها ليثبت عيناها في عينيه ) : أنا لا أحب أن تُلقى أملاكي على الأرض .. هو قرارك.. وانا لا أهتم لما يقوله ذلك الدفتر كثيرا .. ( قربها منه أكثر وهمس) : لذا قرري بسرعة .



أخذت شهقات يارا تعلو .. وتعلو .. ثم قالت بصوت غير مفهوم : دعني لأختار .



فأفلتها منصور وتركها لتتحرك بيأس وكأنها تدور حول نفسها .. ثم أخذت بذلك القلم واقتربت من الدفتر لتضع توقيع أسرها عليه .. وارتمت تبكي وتصرخ وتنادي .. لم تكن تعرف على من ستنادي ، فما كان منها الا أن قالت : يا رب .



التقط منصور دفتر النكاح ومضى مسرعا ليفتح الباب ويلقيه على فهد ..ثم اسرع هربا من صوتها الى مكتبه. .



.



.



.



.



جالساً على أريكته لا يتحرك ، كوب الشاي أمامه منذ أكثر من ساعتين .. لم يرتشف منه شيئا ، كل تفكيره قد ذهب الى صورته التي حطمتها ابنته في أوساط مجالس الرجال ، لا يعرف هل يلقي اللوم على نفسه .. أو يلقي اللوم على القدر الذي أعطاها له ..



قطع تفكيره ابنه طراد حين دخل وجلس بجانبه قائلا : لا أعلم ما ان كان سيُهمك الأمر.. لكن هذه ورقة طلاق يارا ، قد وصلت هذا الصباح .



مد يده وقبض على الورقة لتنكمش في قبضته ثم ألقاها بعيدا عنه ونظر لابنه قائلا : لماذا لم تسافر الى الآن ؟؟ .. هل تريد أن تفشل وتفضحني ؟ .. هل ربيتكم لتضعون رأسي في التراب؟.



طراد : أبي يارا ..



قاطعه والده وهو يصرخ قائلا: يارا لو عادت سأقتلها .. فادعي الله أن يبقيها بعيدا عنا.



.



.



.



.



دخل جناحه ليلا .. بعد ان نال السهر من عينيه ، لم يتناول شيئا من العشاء ، ولم يراها بـ الفستان الأسود كما تمنى .. فصوت بكائها في أذنه جعله يتنازل عن كل شيء .



مضى دون أن يشعر ليقف كعادته على شرفته المجاورة لشرفتها ، نظراته الحادة لا تفارق ستائر نافذتها ..



نظر وانتظر .. قال بائسا كأنه يعتذر : ستعلمين يوما ..



أني رجلٌ لا أحبك في تختي الأبيض ..



ولا بين شراشف العشق العاري ...



وان حبك نارٌ بداخلي توقد ..



لتُعطي الدفيء لأسواري ...







ها هنا أتوقف متابعيني الكرام .. فكيف سيكون القادم في هذا القصر؟ ..أنتظر توقعاتكم.



ملاحظة :



أعتذر كثيرا لمتابعين (عروس النار) على تأخري في طرح هذا الجزء.. ولكن كما تعلمون أنا أدرس الماجستير حاليا في كندا ولذلك أتمنى أن تعذروا ظروفي .. عموما وفقا لطلبكم الأنيق بتحديد موعد ثابت لنزول أجزاء عروس النار ، فسيكون باذن الله موعدي الأسبوعي معكم كل يوم أحد بتوقيت النصف الثاني من الكرة الأرضية ^_^ .. فأتمنى أن أسعدكم و يُسعدني أن تدعون لي .





لكم خالص احترامي وتقديري ..





بقلمي



سارة بنت طلال


 

رد مع اقتباس