عرض مشاركة واحدة
قديم 12-25-2015, 07:04 AM   #4
سيدة القصر


الصورة الرمزية سيدة القصر
سيدة القصر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Oct 2015
 أخر زيارة : 02-01-2023 (11:48 PM)
 المشاركات : 450 [ + ]
 التقييم :  14
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الفصل الرابع







أغلق طراد هاتفه النقال وعلامات الذهول بادية على ملامحه , عيناه تلمع بحزن وتبرق خطوطاحمراء داخلهما , والاصفرار الذي اكتسح وجهه يتساءل : كيف يحدث هذا ؟!

أخذ يتذكر المكالمة في محاولة لتفسير كلمات ضابط الشرطة ..


الضابط : أخ طراد .. أردت أن أرد عليك بشأن تقرير خبير الخطوط في الأدلة الجنائية , أعني بخصوص خط اليد على الرسالة ..




طراد : أخبرني رجاءً .. هل هو مطابق لخط أختي ؟! .

الضابط : نعم سيد طراد هو مطابق تماما للأوراق التي أحضرتها لنا بخط أختك الأصلي .. عدى عن أننا قد رفعنا جميع البصمات عن الورقة وكانت بصماتها من ضمن تلك البصمات المرفوعة .

طراد : مستحيل .. هل أنت متأكد ؟! .
الضابط : بالطبع.. وهناك تقرير مفصل بذلك من علماء الأدلة القضائية في قسم الأدلة الجنائية لدينا , في حال أردت الاطلاع على التفاصيل .

طراد : شكرا ..




صرخ طراد .. لعل صراخه يعلو على صراخ كلمات ذلك الضابط في رأسه .. ولكن ..



.

.

.






كان هذا حال يارا أيضا وهي تحارب حديث مشرفها عن أمير هذا القصر الذي يغمرها بأرجائه الشاسعة .. كانت تبدو كالنقطة أمام كل شيء فيه ..



تلك اللوح البارزة التي تم رسمها ونحت إطاراتها بدقة داخل الجدران .. وتلك التماثيل المذهبة التي تُزين الأعمدة المتفرقة في كل مكان حولها .. والأرضيات كانت تلمع بأناقة البورسلان بصفائه من جهة , و بزخرفات زواياه من جهة أخرى .





كانت تتبع جاكلين الى حيث يوجد مكتب منصور .. وكانت يارا كلما ازداد انبهارها بأناقة ديكورات القصر كلما زاد خوفها من صاحبه وعلا في رأسها حديث مشرف عملها عنه .






حتى توقفت جاكلين أمام باب شامخ العلو , عريض باللون البيج المائل الى الرمادي .. وأكرة ذلك الباب الذهبية يكسوها الكريستال اللامع .





طرقت جاكلين الباب ثم انتظرت قليلا و فتحته ليصدح صدى صوت ذلك الباب بعلوه الشاهق في أرجاء القصر الضخم الهائل حولها..






.

.


.







كان منصور كعادته حين ينتابه الشعور بالملل و يستغرق في التفكير العميق , يستدير بكرسي مكتبه ليتأمل الكون من خلف نافذته الزجاجية الكبيرة والتي تُزين خلفية مكتبه .



نظراته الحادة و ملامح وجهه الجادة .. قد لا توحي لمن يراه على تلك الحالة بأنه يتأمل , بل ربما يعتقد بالرغم من هدوئه الظاهري بأنه قد ينفجر في أي لحظة , ويصرخ بالشمس ليسألها : ما ان كانت تتطفل على وحدته بأشعتها ؟!! ..





منصور يسمع طرق الباب فيرد بكل هدوء : ادخل .

جاكلين بلباقة : عذرا سيدي .. لكن السيدة يارا تقف عند الباب , هي تود مقابلة سموك .





يستدير منصور بالكرسي ليواجه جاكلين : يارا ! ..

ثم أكمل بعد لحظات من الصمت قائلا : حسنا .. دعيها تدخل .



وحين هبت جاكلين بالخروج لتُدخِل يارا .. استطرد قائلا : دعيها تدخل , ثم اخرجي وأغلقي الباب .



جاكلين بتأكيد : بالطبع سيدي سأفعل .



دقائق معدودة ودخلت يارا ..





كانت يارا تحاول أن تميز ملامح منصور على الكرسي .. فكان تمييزها له صعب , نظرا لانعكاس أشعة الشمس من النافذة التي تستقر خلفه .





ولكن ما شتت انتباهها عنه هو ذلك المنظر من خلف النافذة ..

كانت ترى حديقة غناء بكل ما تعنيه الكلمة .. و أسوار تلك الحديقة ترتفع بشلالات مياه من كل الاتجاهات التي تحيطها .


قاطع منصور ذهولها قائلا : كيف أنتِ الآن ؟! .




يارابصوت قطع الخوف حروفه : هل من الممكن أن ..أن تُخبر .. تُخبرني لما أنا هنا ؟! .



منصور طال صمته لحظات ثم قال : ما هذا الذي على رأسك ؟! .

يارا تحاول ترميم الحروف في اجابتها لتقول : هو حجاب .

منصور باندهاش : حجاب ماذا ؟! .
يارا : أنا فتاة محجبة .

وقف منصور من مكانه وأخذ يتجول بخطواته ونظراته حول يارا .. حتى عاد مرة أخرى مستديرا ومقتربا بهدوء باتجاه النافذة ووقف ونظراته تستقر على ذلك المنظر خلفه .






ثم سألها ببرود قائلا : ولماذا تحتجبين عني ؟!



تفاجأت يارا بسؤاله فأجابت بحدة : لأن ليس لك الحق في أن تراني .



مضت دقائق وكاد الصمت أن يطول دون أن يتحرك منصور حركة واحدة أو يتحدث ..



الا أن يارا استجمعت قواها مرة أخرى وقالت بنفس الحدة : أنا امرأة متزوجة و ليس هناك شخص على وجه هذه الأرض يحق له أن يراني بكامل زينتي سوى زوجي ومحارمي فقط ..

منصور : ..........


ما زال غارقا في صمته متخذا نفس الوضعية أمام نافذته .






وصمته هذا استفز يارا بشدة من ما جعلها تُكمل قائلة : والآن أخبرني لما أناهنا ؟ّ .. أريد أعرف السبب .. لماذا دمرت لي حياتي و افسدت حفل زفافي وأحضرتني الى هنا؟! .. لماذا خصصت لي جناح خاص ؟ .. ولما كل تلك الملابس في الأعلى تحمل مقاساتي لماذا ؟؟! .





ثم بدأت يارا تنهار وتبكي و هي تُكمل سرد أسئلتها عليه : ماذا تريد مني ؟! .. أنا حتى لا أعرفك .. لم أراك سوى مرة واحدة في حياتي .. أرجوك أخبرني ما الخطأ الذي فعلته وجعلك تجلبني الى هنا , أرجوووك أخبرني .





وبدأ صوت بكائها يعلو .. حتى قرر منصور أن يتحرك و يتجه الى مكتبه , وقام بضغط زرعلى الهاتف ليستدعي جاكلين من خلاله .



لم تمضي ثواني حتى دخلت جاكلين وما زالت يارا تبكي ..





منصور بهدوئه المعتاد : جاكلين .. خذي السيدة يارا الى جناحها لترتاح , وأعدي لها الشاي حتى تهدأ , ولا تجعليها ترتدي الحجاب مرة أخرى والا ستكونين أنت الملامة على ذلك .

جاكلين بتوتر : حسنا سيدي .








بقلمي

سارة بنت طلال





ملاحظة : نظرا لطول هذا الفصل .. قررت تقسيمه الى قسمين , انتظرواباقي الفصل في صباح الغد باذن الله .


 

رد مع اقتباس