العودة   منتديات سيدة القصر > الأقسام الأدبية > بقلم سيدة القصر

الإهداءات
سيدة القصر : تنبيه: بخصوص أي اعلانات أو مواقيع تسويقية .. سيتم في المرة الأولى حذف المشاركة ، وفي حال تكررت المشاركة سيتم حظر العضو. إدارة المنتدى (سيدة القصر).     سيدة القصر : الفصل الحادي عشر من روايتي (عروس النار) حاليا وحصريا الآن علي منتديات سيدة القصر .. بقلمي سارة بنت طلال     سيدة القصر : الفصل السابع من رواية( عروس النار) بقلمي سارة بنت طلال الآن وحصريا فقط على منتديات سيدة القصر.     الدعم الفني : ادارة الموقع ترحب بالأعضاء والزوار في منتديات سيدة القصر .. متمنين لكم قضاء وقت ممتع وجميل داخل اقسام الموقع .. لأي استفسار أو اقتراح يرجى مراسلة مديرة الموقع مباشرة    

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 12-19-2015, 01:57 AM   #11
سيدة القصر


الصورة الرمزية سيدة القصر
سيدة القصر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Oct 2015
 أخر زيارة : 02-01-2023 (11:48 PM)
 المشاركات : 450 [ + ]
 التقييم :  14
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي انتحر قلمي وذاب الورق .. الجزء التاسع (شتاء قلبي)









نظرت الى ذلك الأنيق الذي ما زال يقف موجها نظراته الي , وركبت خلف ذلك المتسول على دراجته النارية العتيقة التي قادها الى المنزل رغما عني , وما ان توقفنا أمام المنزل حتى قررت الانتقام من تهديداته لي .. فأمسكت بكتفه بقوه قبل أن ينزل من على دراجته النارية وقمت بعضه , أخذ يصرخ فتركته وانطلقت هاربة الى المنزل بسرعة .



فتحت الباب وحاولت اغلاقه قبل أن يلحق بي.. ولكني فشلت في ذلك , فقد دفع الباب بقوه ودخل وألصقني بالجدار, وقد أرعبني وجه الغضب في عينيه حين قال: أخبريني عن أي مظلة كان يتحدث ذلك المغرور ؟ .



أجبته وأنا أحاول تحرير نفسي من غضبه : لا شأن لك بذلك كما أنه ليس مغرورا .. ولا أسمح لك بتهديدي مرة أخرى بهذا الشكل القذر .. ابتعد .



أخذ يضحك بشكل هستيري وهو يقول : هل أغضبك قولي عنه مغرور !! .. وازدادت ضحكاته وتعالت حتى أكمل قائلا : حسنا سيدتي.. يبدو أنك تحاولين الوصول لقصرك بأية طريقه .. حتى وان كانت عن طريق اغراء صاحب السيارة الرياضية الفارهة , وأعتقد من نظراته لكِ اليوم أنك نجحتي في ذلك ....



أخذ يُصفِق لي باستهزاء وهو يكمل ترهاته , فما كان مني سوى أن طبعت كفي على وجنته حين قمت بصفعها راجية منها أن توقف شفتيه عن اطلاق اتهاماته الجارحة .. ثم قلت ببرود : ربما أنا تافهة .. ولكن قلبي ليس للبيع أو المقايضة .



شعرت بالجنون يسيطر على عينيه وهو ينظر الي بوعيد شديد , وآلمتني يديه وهو يقبض علي ويزيد من دفعي لأحضان الجدار القاسي خلفي , ولكن القهر الذي أصابني من اتهاماته الرخيصة , جعلني أنظر لعينيه وأنا أتحدى ثورته وأبارزها بسهام نظراتي , حتى صرخ بكل قوته وكأن الغضب يزأر بداخله.. من ما أثار رعبي وجعل جسدي يرتجف رغما عني بين يديه, ومع ذلك بقي العناد في عيناي على موقفه .. حتى زاحته دموع الفزع بين جفناي وكأنها تطلب الشفاعه لنظراتي العنيده من ذلك المتسول .. فتركني ,, بل وترك المنزل بأكمله وهو يغلق ذلك الباب خلفه.



سقطت أرضا وأنا أتنفس الاختناق من كبريائي , وأجمع شهقاتي الفزعة علها تعيد لقلبي الراجف سكونه , ثم أنطلقت الى سجني الدائم في تلك الغرفة وأخرجت المعطف ذو الازرة الذهبية من الخزانة , وخرجت أركض حيث ذلك المقهى الذي اعتدت أن أراقب ملاكي الأنيق فيه , وفعلا لم أخطئ الهدف .. فقد وجدته هناك .



دخلت المقهى وتوجهت مباشرة الى طاولته ووضعت ذلك المعطف أمامه ثم قلت : ها هو معطفك أتمنى أن تعيد لي مظلتي الآن .



ابتسم ببرود ثم قال : لكن هذا ليس معطفي .



قلت : بل هو معطفك .. أعيد لي مظلتي رجاء حتى لا يزعج كلانا الآخر بعد اليوم .



فقال : قلت لك هذا ليس معطفي .. فمعطفي حين أعطيتك اياه كان جميل جدا .



تحرك من مقعده بهدوء في حين كانت الحيرة تسيطر على ملامحي , وأخذ ذلك المعطف واتجه حيث أنا واقفة ووضع المعطف بجرأة على كتفاي ثم قال : نعم هذا هو معطفي الجميل.. وأخيرا تعرفت عليه .



ثم أكمل قائلا : لكني أتساءل.. هل ممكن أن يقبل معطفي الجميل مشاركتي الطاولة؟ وترى هل يسمح لي بأن أطلب له القهوة ؟!



أخذت أتلفت حولي ثم أجبته بخجل شديد من تصرفه ونظرات الناس لنا : أرجوك أخفض صوتك فالناس ..



قاطعني بثقة وهو يخاطب الناس قائلا : هل هناك ما يستدعي النظر.



ثم عاد يخاطبني بهمسه قائلا: والآن هل لا قبلتي دعوتي وبقيتي معي حتى لا تتطفل علي الشماتة في نظراتهم؟ .



ابتسمت رغما عني من تصرفه ذاك ولم أشأ احراجه فقبلت دعوته .



جلست على الكرسي أمامه وبقيت صامته , فوجدت عيناه تراقبني , شعرت بالتوتر فتناولت القهوة بسرعه ووقفت مستعدة للرحيل , وقبل أن أخرج من باب المقهى انتبهت له وهو يركض خلفي ويتقدمني بخطواته الواسعة ليفتح لي الباب ,, وما ان خرجنا حتى تبعني وأخذ يمشي بجانبي؟!



فسألته : ماذا تريد ؟!



أجابني قائلا : الحقيقة أنا أود أن أتأكد من أن معطفي الجميل سيصل الى بيته بأمان .



كنت أحاول أن أظهر أمامه كفتاة لا تهتم ولا تأبه بتواجده , بقيت أمشي بغرور ولكن في داخلي كنت سعيدة , أخذت أخبر نفسي كم هو لطيف وأنيق ووسيم ومن عالمي الذي فقدته , عدى عن كل ذلك هو يلائمني تماما .. وعلى الأقل ليس متسولا يرتدي قميصا بالي ومخطط .



أوصلني ذلك الأنيق الى المنزل وقبل أن أدخل أمسك بيدي وقال : اقبلي دعوتي على العشاء غداً رجاءً .



سحبت يدي بسرعة واتجهت الى المنزل وكم كنت خائفة أن يرى ذلك المتسول ملاكي الأنيق برفقتي .



فرفع ذلك الأنيق صوته قائلا: قابليني غداً في الثامنة مساءً عند نفس المنتزه الذي أعطيتك فيه معطفي.. سأنتظرك هناك .



اسرعت في خطواتي مبتعدة عنه ودخلت المنزل بهدوء فوجدت المتسول يقف عند النافذة .. فعلمت بأنه رآني أنا والأنيق سويا .



مشيت الى الغرفة وقبل أن أدخل سمعته وهو يقول بتهكم : ليس للبيع أو المقايضة أليس كذلك ؟ هه.



دخلت الى الغرفة وتجاهلته .. وظللت أفكر بذلك الأنيق وتصرفاته طوال الليل



مرة أبتسم ومرة أتذكر كلام ذلك المتعجرف فأغضب حتى نمت .



وحين استيقظت في اليوم التالي , لم يكن يشغل بالي سوى عشاء ذلك الأنيق .



أخذت أحدث نفسي : هل أذهب ؟؟ ولما لا أذهب ,, يبدو أنه حقا معجب بي , وأنا أيضا معجبة به منذ أول مرة رأيته فيها .



فقررت أن أذهب فاخترت فستانا وردي هادئ يشبه الورد الذي يسكن جنبات البحيرة المتجمدة في ذلك المنتزه , وتركت خصلات شعري تنتثر حولي فكم أهوى أن يطاردها الهواء .. تأنقت بشدة يومها .



وفي المساء.. نظرت الى ساعتي التي اشارت لاقتراب موعدنا , فحملت ذلك المعطف وخرجت من الغرفة متوجهة الى باب المنزل , كانت صديقتي تجلس بجانب أخيها المتعجرف على الأريكة , وقد كان يقرأ الصحف اليومية .



نظرت لي صديقتي وقالت: يا الهي كم انتِ جميلة بهذا الفستان .. هل بامكاني استعارته منك حين يعود زوجي ؟.



ابتسمت وقلت : بالطبع يمكنك ذلك .



وجدته ينظر لي باحتقار كنظرتي له حين قابلته أول مرة , آلمني ذلك الشعور بداخلي ولكن لم أكن أود افساد يومي .



أكملت صديقتي تسأل : الى أين أنتِ ذاهبة ؟.



أجاب هو : الى السيارة الرياضية الفارهة .



قلت مستاءة : لا شأن لك بذلك .



وقف وتقدم بضع خطوات ببرود ثم قال: ان خرجتي اليه فلا تعودي الى هذا المنزل أبدا ..



قلت : أتقوم بطردي الآن .



استدار وأعطاني ظهره ثم أجابني : ان خرجتي فنعم سأطردك .



صرخت صديقتي : لما تقول ذلك .. ما الأمر ؟



أما أنا فاتجهت الى الباب وفتحته وقبل أن أخرج .. عاد يخاطبني ذلك المتسول قائلا : اذن قد قررتِ الرحيل .. ثم تعالى صوته فصرخ: أتعلمين شيئا .. لن يحضر ,, أتعلمين لماذا ؟؟ لأن زوجته في مشفى الولادة الآن .



صعقني كلامه , ألهذا الحد يهوى عذابي ؟!



صرخت بجنون : اصمت .. اصمت اصمت , اصمت أيها الكاذب ,, هو ليس متزوجا ..هو معجب بي وانا معجبة به أيضا ,, أسمعت ذلك .. أنا معجبة به , قد سمعته وهو يدعوني على العشاء البارحة وأنت تكرهني الى درجة أنك لا تود أن تراني سعيدة ,, أليس كذلك ؟.



أجابني: هو يتلاعب بكِ .. اذهبي اليه ,, ارحلي ولا تعودي .



قلت : هذه المرة ..أعدك بأن لا أعود .



وخرجت أركض بعيدا الى ذلك المنتزه الذي ينتظرني فيه ملاكي الأنيق ..وحين وصلت الى هناك , وجدته يجلس على ذلك الكرسي الطويل .



ابتسمت وعدلت هندامي ومسحت دموعي واقتربت منه , وقبل أن أناديه .. تحرك واستدار في اتجاهي فانتابني اليأس وغمرني القلق حين اكتشفت بأن ذلك الرجل ليس ملاكي الأنيق .



جلست على ذلك الكرسي الطويل الذي تركه لي ذلك الرجل وبقيت أنتظر , تارة أبتسم وأقول : هل ستصدقين ذلك المتسول المتعجرف ؟! .. وأنظر الى ذلك المعطف بين ويداي وأطمئن نفسي بأنه سيأتي .



وتارة أخرى تغلبني الدموع فأمسحها وأرتدي المعطف ليسري الدفيء في جسدي .



وأخذ الوقت يمضي ولم يأتي ,, لا أعلم لما فعل بي ذلك .



وأنتصف الليل وما زلت أنتظر ..



عذبني الانتظار وبرد الشتاء آلمني حتى أيقنت بأنه لن يأتي , هل أرحل ؟ وان رحلت الى أين سأمضي ؟



ولشدة يأسي وبؤسي بقيت على حالي لم أتحرك , وكلما أزعج الهواء السكون وأصدر صوتا نظرت خلفي أملا في أن أراه , لم أحبه ولكنه الأمل , وجدت في أناقته أمان الماضي , ورغبتي في الشموخ من جديد أمام قسوة ذلك المتسول.. وهذا ما جعلني أتعلق في صاحب المعطف الدافيء أكثر .



ومضى الليل ما بين لفتاتي والدموع , وكأن اليأس يومها أهداني شريط ذكرياتي للصدمة تلو الصدمة منذ أن نفاني قصري .



وظل الوقت يمر حتى بدأت الشمس تصعد سلم النهار .. فمشيت باتجاه السياج المطل على البحيرة المتجمدة في ذلك المنتزه , وأخذت أتخيل طيف ذلك الملاك الأنيق في سماء تلك البحيرة.



خلعت ذلك المعطف ونظرت اليه فأخذت أخاطبه قائلة :



يوم خذلتني..






ماتت كل الكلمات على شفاهي ...






يوم خذلتني ..






توقفت حروفي عن التباهي ...





يوم قتل الانتظار ثوبي الوردي ...





يوم ظهر النهار وأصبحت الشمس ضدي ...






يوم بعثرت خصلات شعري وأنا أنتظر..





أن ترتبها أناملك...





يوم تساقطت دموعي تحمل صورا ..






كثرت بها ملامحك ...






أحمر شفاهي المخملي اختنق ...






كل احساس من حنايا روحي انسرق ...





ضوء شمسي في ظلام مشاعري نفق ...






وبقيت أنا ..






وهمي ..






وحبرا ملأ أناملي أرق ...






باختصار ..






هكذا ..اغتلت أنت كبريائي ..






وهكذا .. أعلنت أنا انتهائي ..






وهكذا.. انتحر قلمي..






وذاب الورق...








وتركت ذلك المعطف ليسقط أرضا , وتركت العنان لمشاعري بأن تقرر مصيري في هذه الحياة..




وما ان امتلأت السماء بلون النهار ...






حتى اتخذ يأسي قرار ...






حين ترفضني حياتي ..






يقرر كبريائي الانتحار ...




فعلوت ذلك السياج , ونظرت الى الأفق وأغمضت عيناي , همست قائلة : مشواري معك أيتها الحياة انتهى .. أتمنى أن يحتويني العمق المتجمد في هذه البحيرة..



وها أنا على حافة النهاية بين يأسٍ وأُفق ..



فهل ينتهى ( شتاء قلبي) هنا؟




بقلمي



سيدة القصر



(سارة بنت طلال)





 

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
السلسلة , النثرية , بقلمي , شتاء , قلبى


 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 09:59 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تصميم
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas