العودة   منتديات سيدة القصر > الأقسام الأدبية > بقلم سيدة القصر

الإهداءات
سيدة القصر : تنبيه: بخصوص أي اعلانات أو مواقيع تسويقية .. سيتم في المرة الأولى حذف المشاركة ، وفي حال تكررت المشاركة سيتم حظر العضو. إدارة المنتدى (سيدة القصر).     سيدة القصر : الفصل الحادي عشر من روايتي (عروس النار) حاليا وحصريا الآن علي منتديات سيدة القصر .. بقلمي سارة بنت طلال     سيدة القصر : الفصل السابع من رواية( عروس النار) بقلمي سارة بنت طلال الآن وحصريا فقط على منتديات سيدة القصر.     الدعم الفني : ادارة الموقع ترحب بالأعضاء والزوار في منتديات سيدة القصر .. متمنين لكم قضاء وقت ممتع وجميل داخل اقسام الموقع .. لأي استفسار أو اقتراح يرجى مراسلة مديرة الموقع مباشرة    

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-19-2015, 01:57 AM   #11
سيدة القصر


الصورة الرمزية سيدة القصر
سيدة القصر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Oct 2015
 أخر زيارة : 02-01-2023 (11:48 PM)
 المشاركات : 450 [ + ]
 التقييم :  14
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي انتحر قلمي وذاب الورق .. الجزء التاسع (شتاء قلبي)









نظرت الى ذلك الأنيق الذي ما زال يقف موجها نظراته الي , وركبت خلف ذلك المتسول على دراجته النارية العتيقة التي قادها الى المنزل رغما عني , وما ان توقفنا أمام المنزل حتى قررت الانتقام من تهديداته لي .. فأمسكت بكتفه بقوه قبل أن ينزل من على دراجته النارية وقمت بعضه , أخذ يصرخ فتركته وانطلقت هاربة الى المنزل بسرعة .



فتحت الباب وحاولت اغلاقه قبل أن يلحق بي.. ولكني فشلت في ذلك , فقد دفع الباب بقوه ودخل وألصقني بالجدار, وقد أرعبني وجه الغضب في عينيه حين قال: أخبريني عن أي مظلة كان يتحدث ذلك المغرور ؟ .



أجبته وأنا أحاول تحرير نفسي من غضبه : لا شأن لك بذلك كما أنه ليس مغرورا .. ولا أسمح لك بتهديدي مرة أخرى بهذا الشكل القذر .. ابتعد .



أخذ يضحك بشكل هستيري وهو يقول : هل أغضبك قولي عنه مغرور !! .. وازدادت ضحكاته وتعالت حتى أكمل قائلا : حسنا سيدتي.. يبدو أنك تحاولين الوصول لقصرك بأية طريقه .. حتى وان كانت عن طريق اغراء صاحب السيارة الرياضية الفارهة , وأعتقد من نظراته لكِ اليوم أنك نجحتي في ذلك ....



أخذ يُصفِق لي باستهزاء وهو يكمل ترهاته , فما كان مني سوى أن طبعت كفي على وجنته حين قمت بصفعها راجية منها أن توقف شفتيه عن اطلاق اتهاماته الجارحة .. ثم قلت ببرود : ربما أنا تافهة .. ولكن قلبي ليس للبيع أو المقايضة .



شعرت بالجنون يسيطر على عينيه وهو ينظر الي بوعيد شديد , وآلمتني يديه وهو يقبض علي ويزيد من دفعي لأحضان الجدار القاسي خلفي , ولكن القهر الذي أصابني من اتهاماته الرخيصة , جعلني أنظر لعينيه وأنا أتحدى ثورته وأبارزها بسهام نظراتي , حتى صرخ بكل قوته وكأن الغضب يزأر بداخله.. من ما أثار رعبي وجعل جسدي يرتجف رغما عني بين يديه, ومع ذلك بقي العناد في عيناي على موقفه .. حتى زاحته دموع الفزع بين جفناي وكأنها تطلب الشفاعه لنظراتي العنيده من ذلك المتسول .. فتركني ,, بل وترك المنزل بأكمله وهو يغلق ذلك الباب خلفه.



سقطت أرضا وأنا أتنفس الاختناق من كبريائي , وأجمع شهقاتي الفزعة علها تعيد لقلبي الراجف سكونه , ثم أنطلقت الى سجني الدائم في تلك الغرفة وأخرجت المعطف ذو الازرة الذهبية من الخزانة , وخرجت أركض حيث ذلك المقهى الذي اعتدت أن أراقب ملاكي الأنيق فيه , وفعلا لم أخطئ الهدف .. فقد وجدته هناك .



دخلت المقهى وتوجهت مباشرة الى طاولته ووضعت ذلك المعطف أمامه ثم قلت : ها هو معطفك أتمنى أن تعيد لي مظلتي الآن .



ابتسم ببرود ثم قال : لكن هذا ليس معطفي .



قلت : بل هو معطفك .. أعيد لي مظلتي رجاء حتى لا يزعج كلانا الآخر بعد اليوم .



فقال : قلت لك هذا ليس معطفي .. فمعطفي حين أعطيتك اياه كان جميل جدا .



تحرك من مقعده بهدوء في حين كانت الحيرة تسيطر على ملامحي , وأخذ ذلك المعطف واتجه حيث أنا واقفة ووضع المعطف بجرأة على كتفاي ثم قال : نعم هذا هو معطفي الجميل.. وأخيرا تعرفت عليه .



ثم أكمل قائلا : لكني أتساءل.. هل ممكن أن يقبل معطفي الجميل مشاركتي الطاولة؟ وترى هل يسمح لي بأن أطلب له القهوة ؟!



أخذت أتلفت حولي ثم أجبته بخجل شديد من تصرفه ونظرات الناس لنا : أرجوك أخفض صوتك فالناس ..



قاطعني بثقة وهو يخاطب الناس قائلا : هل هناك ما يستدعي النظر.



ثم عاد يخاطبني بهمسه قائلا: والآن هل لا قبلتي دعوتي وبقيتي معي حتى لا تتطفل علي الشماتة في نظراتهم؟ .



ابتسمت رغما عني من تصرفه ذاك ولم أشأ احراجه فقبلت دعوته .



جلست على الكرسي أمامه وبقيت صامته , فوجدت عيناه تراقبني , شعرت بالتوتر فتناولت القهوة بسرعه ووقفت مستعدة للرحيل , وقبل أن أخرج من باب المقهى انتبهت له وهو يركض خلفي ويتقدمني بخطواته الواسعة ليفتح لي الباب ,, وما ان خرجنا حتى تبعني وأخذ يمشي بجانبي؟!



فسألته : ماذا تريد ؟!



أجابني قائلا : الحقيقة أنا أود أن أتأكد من أن معطفي الجميل سيصل الى بيته بأمان .



كنت أحاول أن أظهر أمامه كفتاة لا تهتم ولا تأبه بتواجده , بقيت أمشي بغرور ولكن في داخلي كنت سعيدة , أخذت أخبر نفسي كم هو لطيف وأنيق ووسيم ومن عالمي الذي فقدته , عدى عن كل ذلك هو يلائمني تماما .. وعلى الأقل ليس متسولا يرتدي قميصا بالي ومخطط .



أوصلني ذلك الأنيق الى المنزل وقبل أن أدخل أمسك بيدي وقال : اقبلي دعوتي على العشاء غداً رجاءً .



سحبت يدي بسرعة واتجهت الى المنزل وكم كنت خائفة أن يرى ذلك المتسول ملاكي الأنيق برفقتي .



فرفع ذلك الأنيق صوته قائلا: قابليني غداً في الثامنة مساءً عند نفس المنتزه الذي أعطيتك فيه معطفي.. سأنتظرك هناك .



اسرعت في خطواتي مبتعدة عنه ودخلت المنزل بهدوء فوجدت المتسول يقف عند النافذة .. فعلمت بأنه رآني أنا والأنيق سويا .



مشيت الى الغرفة وقبل أن أدخل سمعته وهو يقول بتهكم : ليس للبيع أو المقايضة أليس كذلك ؟ هه.



دخلت الى الغرفة وتجاهلته .. وظللت أفكر بذلك الأنيق وتصرفاته طوال الليل



مرة أبتسم ومرة أتذكر كلام ذلك المتعجرف فأغضب حتى نمت .



وحين استيقظت في اليوم التالي , لم يكن يشغل بالي سوى عشاء ذلك الأنيق .



أخذت أحدث نفسي : هل أذهب ؟؟ ولما لا أذهب ,, يبدو أنه حقا معجب بي , وأنا أيضا معجبة به منذ أول مرة رأيته فيها .



فقررت أن أذهب فاخترت فستانا وردي هادئ يشبه الورد الذي يسكن جنبات البحيرة المتجمدة في ذلك المنتزه , وتركت خصلات شعري تنتثر حولي فكم أهوى أن يطاردها الهواء .. تأنقت بشدة يومها .



وفي المساء.. نظرت الى ساعتي التي اشارت لاقتراب موعدنا , فحملت ذلك المعطف وخرجت من الغرفة متوجهة الى باب المنزل , كانت صديقتي تجلس بجانب أخيها المتعجرف على الأريكة , وقد كان يقرأ الصحف اليومية .



نظرت لي صديقتي وقالت: يا الهي كم انتِ جميلة بهذا الفستان .. هل بامكاني استعارته منك حين يعود زوجي ؟.



ابتسمت وقلت : بالطبع يمكنك ذلك .



وجدته ينظر لي باحتقار كنظرتي له حين قابلته أول مرة , آلمني ذلك الشعور بداخلي ولكن لم أكن أود افساد يومي .



أكملت صديقتي تسأل : الى أين أنتِ ذاهبة ؟.



أجاب هو : الى السيارة الرياضية الفارهة .



قلت مستاءة : لا شأن لك بذلك .



وقف وتقدم بضع خطوات ببرود ثم قال: ان خرجتي اليه فلا تعودي الى هذا المنزل أبدا ..



قلت : أتقوم بطردي الآن .



استدار وأعطاني ظهره ثم أجابني : ان خرجتي فنعم سأطردك .



صرخت صديقتي : لما تقول ذلك .. ما الأمر ؟



أما أنا فاتجهت الى الباب وفتحته وقبل أن أخرج .. عاد يخاطبني ذلك المتسول قائلا : اذن قد قررتِ الرحيل .. ثم تعالى صوته فصرخ: أتعلمين شيئا .. لن يحضر ,, أتعلمين لماذا ؟؟ لأن زوجته في مشفى الولادة الآن .



صعقني كلامه , ألهذا الحد يهوى عذابي ؟!



صرخت بجنون : اصمت .. اصمت اصمت , اصمت أيها الكاذب ,, هو ليس متزوجا ..هو معجب بي وانا معجبة به أيضا ,, أسمعت ذلك .. أنا معجبة به , قد سمعته وهو يدعوني على العشاء البارحة وأنت تكرهني الى درجة أنك لا تود أن تراني سعيدة ,, أليس كذلك ؟.



أجابني: هو يتلاعب بكِ .. اذهبي اليه ,, ارحلي ولا تعودي .



قلت : هذه المرة ..أعدك بأن لا أعود .



وخرجت أركض بعيدا الى ذلك المنتزه الذي ينتظرني فيه ملاكي الأنيق ..وحين وصلت الى هناك , وجدته يجلس على ذلك الكرسي الطويل .



ابتسمت وعدلت هندامي ومسحت دموعي واقتربت منه , وقبل أن أناديه .. تحرك واستدار في اتجاهي فانتابني اليأس وغمرني القلق حين اكتشفت بأن ذلك الرجل ليس ملاكي الأنيق .



جلست على ذلك الكرسي الطويل الذي تركه لي ذلك الرجل وبقيت أنتظر , تارة أبتسم وأقول : هل ستصدقين ذلك المتسول المتعجرف ؟! .. وأنظر الى ذلك المعطف بين ويداي وأطمئن نفسي بأنه سيأتي .



وتارة أخرى تغلبني الدموع فأمسحها وأرتدي المعطف ليسري الدفيء في جسدي .



وأخذ الوقت يمضي ولم يأتي ,, لا أعلم لما فعل بي ذلك .



وأنتصف الليل وما زلت أنتظر ..



عذبني الانتظار وبرد الشتاء آلمني حتى أيقنت بأنه لن يأتي , هل أرحل ؟ وان رحلت الى أين سأمضي ؟



ولشدة يأسي وبؤسي بقيت على حالي لم أتحرك , وكلما أزعج الهواء السكون وأصدر صوتا نظرت خلفي أملا في أن أراه , لم أحبه ولكنه الأمل , وجدت في أناقته أمان الماضي , ورغبتي في الشموخ من جديد أمام قسوة ذلك المتسول.. وهذا ما جعلني أتعلق في صاحب المعطف الدافيء أكثر .



ومضى الليل ما بين لفتاتي والدموع , وكأن اليأس يومها أهداني شريط ذكرياتي للصدمة تلو الصدمة منذ أن نفاني قصري .



وظل الوقت يمر حتى بدأت الشمس تصعد سلم النهار .. فمشيت باتجاه السياج المطل على البحيرة المتجمدة في ذلك المنتزه , وأخذت أتخيل طيف ذلك الملاك الأنيق في سماء تلك البحيرة.



خلعت ذلك المعطف ونظرت اليه فأخذت أخاطبه قائلة :



يوم خذلتني..






ماتت كل الكلمات على شفاهي ...






يوم خذلتني ..






توقفت حروفي عن التباهي ...





يوم قتل الانتظار ثوبي الوردي ...





يوم ظهر النهار وأصبحت الشمس ضدي ...






يوم بعثرت خصلات شعري وأنا أنتظر..





أن ترتبها أناملك...





يوم تساقطت دموعي تحمل صورا ..






كثرت بها ملامحك ...






أحمر شفاهي المخملي اختنق ...






كل احساس من حنايا روحي انسرق ...





ضوء شمسي في ظلام مشاعري نفق ...






وبقيت أنا ..






وهمي ..






وحبرا ملأ أناملي أرق ...






باختصار ..






هكذا ..اغتلت أنت كبريائي ..






وهكذا .. أعلنت أنا انتهائي ..






وهكذا.. انتحر قلمي..






وذاب الورق...








وتركت ذلك المعطف ليسقط أرضا , وتركت العنان لمشاعري بأن تقرر مصيري في هذه الحياة..




وما ان امتلأت السماء بلون النهار ...






حتى اتخذ يأسي قرار ...






حين ترفضني حياتي ..






يقرر كبريائي الانتحار ...




فعلوت ذلك السياج , ونظرت الى الأفق وأغمضت عيناي , همست قائلة : مشواري معك أيتها الحياة انتهى .. أتمنى أن يحتويني العمق المتجمد في هذه البحيرة..



وها أنا على حافة النهاية بين يأسٍ وأُفق ..



فهل ينتهى ( شتاء قلبي) هنا؟




بقلمي



سيدة القصر



(سارة بنت طلال)





 

رد مع اقتباس
قديم 12-19-2015, 02:00 AM   #12
سيدة القصر


الصورة الرمزية سيدة القصر
سيدة القصر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Oct 2015
 أخر زيارة : 02-01-2023 (11:48 PM)
 المشاركات : 450 [ + ]
 التقييم :  14
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رثاني دون أن يشعر .. الفصل العاشر (شتاء قلبي)



علوت ذلك السياج , ونظرت الى الأفق وأغمضت عيناي , همست قائلة : مشواري معك أيتها الحياة انتهى .. أتمنى أن يحتويني العمق المتجمد في هذه البحيرة..

وها أنا على حافة النهاية بين يأسٍ وأُفق .. أعرضت عن الدنيا ولا أتذكر أني نظرت لها حيث تقف خلفي ,فلم يكن هناك شيئا يحملني على التراجع , كل ما سألته لنفسي عندها : ترى متى سيعلم والداي بمفارقتي الحياة؟ ..




أخذت خصلات شعري تحارب الهواء وتصفع وجنتاي...




تنسدل ثائرة على كتفي تحاول تقييد ذراعاي...




جن فستاني فطار خوفا من أن تزل به قدماي...




والشمس أطلقت أشعتها باتجاهي , علها توقظني فأفتح عيناي ...




ورغم ذلك ..




تركت السياج لستُ آسفة على دنياي ...




وهويت من الأعلى .. حتى اصطدم جسدي بسطح المياه في تلك البحيرة , وبدأت الآلام تغمرني وأيقنت بأني سأموت حتما بعد أن شعرت بتحطم العظام في صدري , ولم أعد قادرة على الحراك , وبدأت البحيرة تبتلعني لتحتويني في اعماقها كما تمنيت ..



الا أن أمنيتي لم تكتمل , فقد شعرت بأن هناك شيئا يسحبني لسطح الحياة, شعرت بأن هناك يدان تجاهدان في حملي ترفضان بشدة رحيلي ..



تساءلت أين أنا ؟ , ولما عادت الأرض واختطفتني مرة أخرى اليها ؟؟ فقوة الألم الذي أشعر به يحرم عيناي من الرؤية , كنت أختنق ببطيء فالتنفس يقتلني..



سمعت صراخا يصاحب صدى الصوت في ذهني..



كان الصراخ يقول : افتحي عيناك .. ارجوك ابقي معي ...



كان الصراخ يلومني ويقول : لماذا ؟؟ لماذا !!....



كان الصراخ يهمس في اذني قائلا : استيقظي .. ابقي معي.



شعرت بذراعيه تحتضنني وكأنه يحاول جمع حطام ضلوعي على صدره..



استطعت رغم الألم تمييز صوته ... فعرفت بأنه ذلك المتسول ونطقت للمرة الأولى باسمه... وقلت بهلع : لا ت ت رك ن ي .. أنا أ ح ت ضر.



فعاد صراخه يهمس في أذني : ابقي معـــــــــــــــي .. عووووودي .




و غلبه البكاء فرثاني دون أن يشعر قائلا :




عودي...





كفكفي الدموع في صمودي...





عودي...





غزلتي العشق في صدودي...





فتبِعتُكِ ولم أبتعد..





بقيت بقربكِ أرتعد..





بقيت أعاند نفسي في وجودي...





عودي...





وأخبريني لما أحببته ؟..





ما الذي فيه وجدته ؟..





وما الذي جعلكِ اليوم قيودي...





عودي.. وأخبريني الآن عودي...





دعيني أعانق عيناكِ وان لم تعانقيني..





دعيني أعلم أنكِ بخير واتركيني..





و لن أتبعك..





و سأحبك فقط ان أحببتيني..





عودي...





أتعلمين!..





هناك وعدا خبأت فيه جنون صباي..





حين رأيتك أول وهلة ..





كنتِ بعد مماتي محياي..





عاهدت نفسي أن لا أعانق شفتيكِ..





حتى تعانقي شفتاي..





وعندها أتمنى أن يعذرني غرورك..





فقد جعلتي أقفال الهوا سجنك..





ولن تملكي بعدها سواي...





عودي الي سيدتي عودي...





أيقظي بداخلي كل وعودي...





قد أهلكني حبك..





وخارت معه قواي...





(عودي) ...



جعلتني كلماته أبقى معه لبعض الوقت قبل أن يسرق الألم روحي وأنام ...

و ظننت أني سأنام الى الأبد , لم أكن أعتقد بأن ذلك المتسول سيناضل حتى يحميني من الموت ويُبقيني بعيدة عنه .

واستيقظت بعد عدة أسابيع وأنا في المشفى , لا أتذكر كيف وصلت الى هناك؟ أو كم مضى من الوقت على تواجدي فيها !! .

ورأيت صديقتي بجانبي ولكن هذه المرة ليس كصديقة وانما كممرضة ..

سألتها : أين أنا ؟

قالت : أين تظنين ! ..بالطبع انت في المشفى آنستي .

قلت : آنستك !!

أجابتني : عذرا هل أخطأت التعبير يا آنسة؟! .

فابعدت عيناي عنها ونظرت الى النافذة بجانبي والتزمت الصمت ..

اقتربت مني وقالت بصوت هادئ يكسوه الحزن والحنان : لما فعلتي ذلك ؟.

لمعت دموعي وهي تتباهى بأنها ما عادت تخاف السقوط فقلت : لأن أقل خسائري الآن ربح , فعلى الأقل وجدت مكانا يأويني .

ردت علي بنظرة بائسة ثم قالت : لا أعرف ماذا أقول .. ولكن حتى يعود اليك صوابك فسأكون ممرضتك فقط لا أكثر .



واستدارت بسرعة وكأنها تخاف أن ألمح ضعفها أمام ذلك القرار الذي قست به علي وخرجت مسرعة من غرفتي في تلك المشفى .



وعُدت أنا دون أي مبالاة لأغفو من جديد .. ولكن حين بدأت أستيقظ وقبل أن أفتح عيناي ,شعرت بيدي وهي تحاول احتضان الوسادة التي بجانبي لأقترب منها وأختبئ بها .. وللحظات شعرت وكأني مقيدة بتلك الوسادة ففتحت عيناي لأٌدرك بأن تلك الوسادة لم تكن سوى قميص ذلك المتسول الذي كان نائما بقربي و يحتضنني بشدة دون أن أشعر .

دفعته بعيدا عني ولكني شعرت بألم حاد في عظام صدري , فأمسك بي ذلك المتسول وقيد يداي وقال : لا تتحركي .. ستؤذين نفسك .

قلت له : ابتعد عني .

فأجابني : قد فات الأوان على ابتعادي .. وعذرا لن أبتعد ,, وان تحركتِ ستشعرين بالألم فاستسلمي .

قمت بالرد بكل برود وقلت : من المزعج أن تحاصرني أنت من اتجاه ويحاصرني الألم من الاتجاه الآخر .. فأختارك رغما عني .

احتضنني اكثر وهمس بأذني قائلا : أعلم مدى كرهك لي ولكن أنا .....



وعلا همس الصمت أكثر قبل أن يستسلم ويتركني قائلا : احتضني الوسادة جيدا حتى لا تشعري بالألم وحتى يسهل التئام ضلعك الذي انكسر .

ومضى مسرعا ليخرج من غرفتي في تلك المشفى .. وبعد دقائق أتت صديقتي للكشف على مؤشرات جسدي الحيوية ,, فسألتها : كيف وصلت أنا الى هنا ؟

جلست بقربي وقالت : اخي أحضرك الى هنا .

سكتت قليلا ثم أكملت : قد تبعكِ في ذلك اليوم .. وقد أخرجكِ من البحيرة .. ولأن السقطة قد حطمت عظامك فقدتِ الوعي .. فأتى بكِ الى هنا و كان يحاول بشدة ..

لم أهتم لسماع التفاصيل أكثر ففي داخلي كانت كلمات رثائه تتردد في أذني حين صرخ عودي , كنت أعرف أنه عانى ليسعفني وأعيش ..

أردت تغيير الموضوع فقلت لصديقتي بهدوء : هل ستأخذينني الى غرفة الأشعة اليوم ..أم أن بإمكاني النوم الآن ؟ .

أجابتني قائلة : خذي حبات الدواء هذه أولا .

فقلت لها بتعب : اتركيها على الطاولة بجانبي رجاءً.

فوضعتها على الطاولة ثم قالت : بإمكانك النوم ولكن لا تنسي احتضان الوسادة حتى تُشفى عظامك بسرعة .

وخرجت صديقتي فدفعت انا وسادتي بغضب وخاطبتها قائلة : أكره أن أحتاج الى أحد حتى أني أكره احتياجي لك أيضا أيتها الوسادة .. لذا أفضل أن أتمرد على ألمي .

ونسيت أمر حبات الدواء بجانبي و بقيت أعاند الألم حتى نمت ..

فاستيقظت في منتصف الليل وأنا أشعر بالألم والبرد الشديد ,, فعرفت أن حرارة جسدي مرتفعة , تحركت بخوف شديد وأسرعت بسحب الوسادة وعدت لاحتضانها خوفا من أن يزداد الألم و يزداد الأمر سوءا , أخفيت وجهي في وسادتي وحاولت كتم آهاتي التي بدأت تعلو , ولكن لم تمضي دقائق حتى فوجئت بباب غرفتي في تلك المشفى يُفتح لأجد ذلك المتسول يسألني بقلق : ما الأمر هل أنتِ بخير؟ .

فأجبته : أنا أتألم كثيرا وأشعر بالبرد الشديد .

سألني بهلع : لماذا تتألمين ألم تأخذي الدواء ؟

أجبته : قد نسيت أمره .. تركته بجانبي على الطاولة .

مضى مسرعا وأحضره وهو يتذمر : يا الهي كيف تنسين أمرا كهذا.. كيف ؟؟؟؟؟؟؟

ساعدني على الجلوس ووضع حبات الدواء في فمي وسقاني بعض الماء .. وأخذ ينظر لي وانا أحاول جذب وسادتي واحتضانها أكثر لعل ذلك الألم يخف .

وفجأة صرخ بي قائلا : اتركي هذه الوسادة الآن .

وأخذ تلك الوسادة من يدي بلطف حتى لا يؤذيني ثم رماها بغضب بعيدا عني , واحتضنني وهمس في اذني قائلا : أتعلمين أنك تدينين لي بحياتك .. وبما أنك لا تريدينها وأنا أنقذتها فقد أصبحت حياتي الآن .. فاتركيني أعتني بحياتي ولا تبعديني عنها هذه المرة.

تركته يحتضنني ولا أعلم السبب ! هل لامست كلماته مشاعري أم أني فقط احتجت للأمان وان كان منه هو .. فقط تركته يحتضنني فحسب .

أخذ يرتب بأنامله خصلات شعري ويداعبها ومضى الصمت يجول فيما بيننا حتى سألته فقلت : كيف عرفت أني أتألم ؟.

أجابني : كنت أسهر خارجا عند باب غرفتك .. فسمعت صوتك تتألمين .

سألته بغضب وأنا ممسكة بقميصه بشده : أيها المتسول لماذا تسهر عند باب غرفتي لماذا ؟؟.

صرخ قائلا : كفي عن العناد و لا تتحركي .. سيعود الألم مرة أخرى ..

فهدأت أنا خوفا من الألم فعاد يسألني قائلا: أخبريني أولا لما تناديني بالمتسول وعندها سأخبرك لماذا كنت أسهر خارج غرفتك .

قلت: منذ أول مرة قابلتك فيها حين أتيت لقصري .. رأيت نظراتك لي وهي تتسول كأنها تقول (ارحمي قلبي) .

ورفعت عيناي حتى التقت بعينيه وأكملت قائلة : وما زالت هذه النظرة المتسولة لم تختفي الى الآن .

وعدت أضع رأسي على صدره بهدوء لأستمع لتوسلات قلبه وهو يصرخ راجيا أن أرحم نبضه الثائر ..



ونمت ,, وسأستيقظ في الغد لأحكي لكم نهاية ذلك الشتاء في قلبي ...



ولا أعلم هل ستكون النهاية .. أم البداية لحبي ...



تابعوني في الجزء القادم والأخير من ( شتاء قلبي) .






بقلمي

سيدة القصر
(سارة بنت طلال)


 

رد مع اقتباس
قديم 12-19-2015, 03:13 AM   #13
سيدة القصر


الصورة الرمزية سيدة القصر
سيدة القصر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Oct 2015
 أخر زيارة : 02-01-2023 (11:48 PM)
 المشاركات : 450 [ + ]
 التقييم :  14
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي قلبي صافي الاحساس محمي .. الفصل الأخير (شتاء قلبي)



وعدت أضع رأسي على صدره بهدوء لأستمع لتوسلات قلبه وهو يصرخ راجيا أن أرحم نبضه الثائر ..




ونمت..

وحين أستيقظت في الصباح وجدته ينظر لي ويداعب خصلات شعري ..




أخبرته قائلة : أعتقد بأني بخير , شكرا لبقائك بجانبي.. بامكانك تركي الآن .




أجابني بابتسامه هادئة ولم يتحرك .




احتار الصمت وتساءل .. ترى من منا سيقطعه أولا ؟؟ , حتى قررت أنا طلب بعض الماء ..




فتحرك متسولي أخيرا وأحضره لي .




اعتدلت في جلستي وساعدني هو على ذلك ..




وما ان جلست باعتدال وتناولت بعض الماء حتى نظرت له بخجل وهو يراقبني .. فضحك هو وسألني : ما بكِ؟ لما تنظرين الي هكذا ؟.





فقلت بتردد: لا شيء .. ثم أكملت قائلة: هذه المرة الأولى التي يغمرني بها أحد, شكرا لعطفك واهتمامك .





ظهرت علامات التعجب على وجهه فقال: لم أحتضنك بسبب عطفي عليك .. احتضنتك لأني أود ذلك .





أربكني كلامه فركزت نظري على يدي , وبدأت أصب توتري على أظافري التي لفت تقصفها انتباهي ..




فانتبه هو لذلك وأخذ يضحك قائلا : كما أنه كان لدي صراع مع خصلات شعرك العنيدة طوال الليل , فكلما كنت أحاول تقييدها بعيدا عن ملامحك .. كانت تُصر على معاندتي فتنسدل لتحجب عني عيناكِ .





فابتسمت وقلت : يبدو أن كل شيء فيَ عنيد مثلي .. أتعلم حين كنت صغيرة , كان لي مربية قاسية جدا , وذات مرة وبعد عودتي من مدرستي حيث لم أكن أبلغ حينها سوى ثمانية أعوام , قررت أن أغني أغنية كنت قد سمعت احدى صديقاتي تغنيها ونالت اعجابي , أتعرفها ؟

اسمها (Hello) للمغني الشهير ليونيل ريتشي .




فضحك متسولي وقال : نعم بالطبع أعرفها .





فقلت : طبعا بدأت بغنائها فسمعت مربيتي القاسية كلمات الأغنية وجن جنونها .. وأذكر أنها ضربتني بشدة يومها وصرخت في وجهي قائلة : الأطفال المهذبين لا يُسمح لهم بغناء هذه الأغاني فهي للكبار فقط .



ومنذ أن بلغت السن القانونية ومنزلي يعُج صخبا بهذه الأغنية كل صباح عنادا لتلك المربية.





فضحك ذلك المتسول بشدة وقال: يبدو أن طفولتك لم تختلف عن طفولتي كثيرا أيتها العنيدة .





فقلت : كانت مملة بعض الشيء بسبب غياب والداي الدائم .. ماذا عن طفولتك أنت ؟.





قال : توفي والداي وانا في الرابعة عشرة من عمري في حادث سير .. بسبب عطل في فرامل السيارة , وتركوا لنا أنا وأختي ذلك المنزل الذي نعيش فيه , تركت دراستي لمدة بعد وفاتهم لأن معاش والدي لم يكن يكفي سوى لدراسة أختي واتجهت للعمل في ميكانيكا السيارات حتى استطعت قبل فترة بسيطة الحصول على ذلك المرأب الصغير والعمل بشكل مستقل , وأطمح كثيرا الى انهاء تعليمي مستقبلا وتطوير عملي .. وفقط هذه كل حياتي باختصار.





بقيت أنظر له حتى قال لي : هل أخبرك سر ؟ .





قلت مبتسمه : بالطبع أخبرني .





قال: اليوم سيأتي زوج صديقتك الموقرة والتي هي أختي المزعجة .. ولكن لا تخبريها بذلك فهي مفاجأة .





قلت : حقا ؟! هذا رائع .. فقد أخبرتني منذ مده أنها تشتاق اليه , مؤكد ستكون مفاجأة رائعة .





فأجابني : فعلا ستكون مفاجأة رائعة .. لذا يجب أن أرحل الآن لاستقباله في المطار , وحاولي أنتِ أن لا تدعيها تعود مبكرا اليوم , أما أنا .. فسأعود اليك ليلا ,, وغمز لي وهو يسألني قائلا : اتفقنا ؟ .





فأجبته وأنا أغمز له أيضا قائلة : اتفقنا .





وما ان خرج حتى بدأت أفكر بكل شيء قاله لي , أخذت المرآة وأخذت أنظر لخصلات شعري العنيدة وأنا أحاول رفعها فتعاندني وتستلقي على وجهي دون أن تبالي .





حتى مر الوقت وأتت صديقتي وقالت : كيف حالك اليوم يا آنسة .





فسألتها بملل : متى ستتوقفين عن ذلك ؟.. أنتِ تعلمين.....





وقبل أن أكمل حديثي وضعت بسرعة ميزان الحرارة في فمي , ثم قالت: أتذكرين حين كنا بالمدرسة؟!! .. أتذكرين ذات مرة حين بكيت وأخبرتك بأني أشتاق لأمي .. ماذا قلتي لي عندها!! ,, ألم تقولي : نحن كصغار العصافير حين نستطيع الطيران يرحلون عنا آباءنا , أخبرتني بأني أستطيع المشي وحدي , ولذلك أمي رحلت لأنها تثق جيدا بأني سأعتني بنفسي , ومنذ ذلك الوقت وأنا أعتني بنفسي .. علمتني كيف أعيش, أخبريني الآن لما تودين الموت ؟ لما ؟؟.





سقطت دموعي وأخرجت ميزان الحرارة من فمي وقلت : أنا آسفة , قد اغتال اليأس حياتي.. لم يعلماني والداي المشي سوى داخل قصري فحسب , ولذلك حين سقطت خارجه.. فضلت الاستسلام ,, ولكن أعدك بأن أحاول .






احتضنتني عندها وقالت وهي تمسح دموعها وتبتسم مازحه : حسنا آنستي يجب أن تأخذي دوائك الآن .





بادلتها الابتسامه وقلت : سأفعلها وأنتحر للمرة ثانية ان لم تتوقفي عن مناداتي بآنستي .





أجابتني وهي تضحك : حسنا .. لا تنسي أخذ دوائك وأنا سأعود للمنزل الآن .





فتذكرت اتفاقنا أنا ومتسولي وأسرعت أقول : اسمعي أنا أشعر بعظامي تؤلمني .. هل من الممكن أن تأخذيني الى غرفة الأشعة؟ .





فأجابتني : حسنا ..لا بأس سنجري الأشعة اليوم .





فأسرعت أقول : أيضا أود أن تساعديني في أخذ حمام ساخن وغسل شعري وتبديل ملابسي فقد سئمت ملابس المشفى , انظري كم هي رثة وليست أنيقة .





أجابتني وهي تضحك ساخرة : أهلا بعودتك سيدة القصر .





وفعلا قمت بتأخيرها حتى قامت بكل ما طلبته منها وقبل أن ترحل سألتني : والآن أيتها المتطلبة .. هل تريدين شيئا آخر قبل أن أرحل ؟.





أجبتها : لا أشكرك أنا حقا ممتنة.. ولكن هل من الممكن أن تعيريني مشبك الشعر الخاص بكِ ؟؟ فأنا أود رفع شعري به وأعدك أن أحافظ عليه .






وأعارتني ذلك المشبك وما ان رحلت حتى بدأت أرفع به خصلات شعري لربما تتوقف عن عناد ذلك المتسول وحجب ملامحي عنه .




ومضى الوقت وانا أعيد تثبيت مشبك الشعر كل عشرة دقائق .. وتارة أرش العطر ثم أتألم , وتارة ارسم ابتسامتي على المرآة الصغيرة الخاصة بي وأتناسى الألم ..




أردت كثيرا مراسلة أمي عن طريق هاتفي النقال , لكن منذ يوم البحيرة ذاك وانا لا أذكر أين ذهب هاتفي , ومضى الوقت وأنا أفكر في كل ما مر بي ..



حتى أتى متسولي وقطع حبل أفكاري قائلا بتعجب : هل أنتِ بخير اليوم! أم أنكِ جميلة دوما أيتها الدمية ؟!.





ابتسمت وقلت : قد قيدت خصلات شعري حتى لا تصفها بالعنيدة .

ثم أكملت أسأله : ماذا عن المفاجأة ؟.





أجابني ضاحكا: ليتك رأيت ردة الفعل الدرامية لصديقتك حين رأت زوجها .

ثم أستدرك الأمر بسرعة وقال : يا الهي,, هناك من أصر على زيارتك .. قد نسيتها في الخارج, لحظة وأعود ؟؟





ثم خرج تاركا على وجهي العديد من علامات الاستفهام حول الزائر .





وعاد وقد أدخل فتاة لا أعرفها ثم قال : هذه الأنيقة تكون أخت زوج أختي.. وقد أصرت على زيارتك .




نظرت الى تلك الفتاة فوجدتها جميلة..






ولكنها مني أقصر ...






شعرها أسود ..






وما زالت الشمس تشرق من شعري الأشقر ...






عيناها الصغيرتين خضراء..






ولكن عيناي العسليتين أكبر ...






يلائمها فستانها البني..






و لن تجاريني ان ارتديت الأحمر ...







اقتربت مني وأهدتني الورود , لم أحبها منذ الوهلة الأولى , كانت تبالغ كثيرا في ردود فعلها وتعاملني وكأني طفلة أحتاج للعناية ... أو كأني عجوز مسنة في دار الرعاية ...



وأما ذلك المتسول فقد كان سعيد جدا بها , ولم يتوقف عن مبادلة الأحاديث معها






قالت تلك الفتاة توجه كلامها لذلك المتسول : يا الهي أرأيت ردة فعل أختك اليوم .. حقا اتمنى لو أحصل يوما على حبٍ كهذا ..




ثم أكملت حديثها تسأله : هل جربت يوما الحب ؟.





أجابها قائلا: أنا أؤمن بوجوده .. ثم نظر الي وسألني: ما رأيك أنت ِ أيتها الشاعرة .. هل أحبيتي يوما؟ .





نظرت لهما دون أن أهتم لمحور الحديث وقلت : أحبني الكثير, ولكني أتجاهل الحب دوما .. ولا أحب أحدا.





ضحكت تلك الفتاة قائلة : أنتِ حقا مغرورة .





رد ذلك المتسول بانفعال: أحيانا أتمنى لو أن هناك محكمة تحاكم من يتجاهل الحب .





أجبته : لو كان هناك محكمة للحب.. ربما سأخسر القضية .





سألني متعجبا : لماذا ؟؟ ألستِ تملكين من الغرور ما يكفي لتتجاهلي الحب؟! .





قلت بثقة : الحب ليس عادل ..دعنا نتخيل الموضوع ,, وماذا لو :






في قانون المحبين حكموا عليه اعدام...







فقلبي قاتل..







وبلغ من الغرور حد الاجرام ...







وقفت أدافع عن موكلي بإصرار و اهتمام ...







بدأت مرافعتي ويداي على قلبي تحية احترام ...














أبعدته عن كل من بالهوى يرمي ...







سيد القلوب وسيادته تعمي ...







لا حزن يعتصره ..







ولا لقلب أحدهم يُدمي ...







هو قلبي فكفاه فخرا انه باسمي ...







مغرور قلبي ومجنون ...







هوايته أسر العيون ...







يمشي بهدوء ذهابا وايابا ...







يغني ثقه ويرقص عذابا ...







على ألحان نبضات بحبه..







احتضرت اعجابا ...







فما ذنب قلب قد اعتزل الحب شبابا! ...







فجأة,, قاعة المحكمه دوت ازعاج ...







كُلاً يشكي ذاك القلب وكُلاً بهمه قد هاج ...







حتى صرخ قاضي الحب وقال بكل احراج ...







اني معجب فبالغرور اعدامك..







وبيدي الافراج ...







فأخبروني..







كيف أرسو بمركبي بعيدا عن الأمواج؟؟! ...







وكيف أنجو بقلبي ..







عائدة واياه كل الأدراج ؟؟؟ ...








ألستُ بذلك أخسرالقضية ؟؟؟؟...









لم تملك تلك فتاة بعد طرحي لسؤالي هذا سوى أن تصفق وتصرخ : يا الهي!! أنتِ حقا شاعرة .. وربما ذلك يُفسِر لي غرورك.





أما ذلك المتسول فظل ينظر لي صامتا ولم يُعلِق على حروفي المنثورة بكلمة .





وأما أنا فقد تملكني الملل من تواجد تلك الفتاة ومن ردود فعلها المبالغ بها , من ما اضطرني للتظاهر بالنعاس علها ترحل .





وفعلا وقفت تستأذن أن تغادر .. فأسرع ذلك المتسول ووقف ليعرض عليها أن يقوم بإيصالها الى منزلها .





فعادت هي تصر عليه بأنه لا داعي من أن يُتعب نفسه ويقوم بذلك .





أزعجني ذلك المشهد الممل والمفتعل , فقررت أن أفتعل مشهدا آخر وأتظاهر بالتعب والألم .





فبدى القلق على ذلك المتسول وهو يسألني قائلا : ما بكِ ؟ هل أنتِ بخير ؟





أجبته : عذرا.. ولكن هل تستطيع مناولتي وسادتي حتى أغمرها , ربما يخفف ذلك الألم .





نظر متسولي لتلك الفتاة بتردد فأسرعت تقول : لا بأس .. يجب أن تبقى معها .





ووجهت نظراتها لي ثم أكملت : أتمنى أن أراكِ قريبا بصحة وعافية .





أوصلها متسولي حتى خرجت ثم اقترب مني فقمت أنا بسحب مشبك الشعر من شعري وقلت : تُصبح على خير.





سألني : لما أطلقت العنان لخصلات شعرك ؟؟ .





أجبته : لأن شعري موجود على رأسي وليس على رأسك .. حين يكون على رأسك ففعل به ما تشاء .





ضحك بشدة ثم سحبني واحتضنني قائلا: توقفي عن عنادي أنتِ وخصلات شعرك الشقية .





ولا أعرف كيف غلبني النوم وانا هادئة وحين استيقظت صباحا ورفعت رأسي لأنظر اليه , وما ان التقت عيناي بعينيه حتى بدأ يغني ويقول:






Hello



, is it me you're looking for?

I can see it in your eyes
I can see it in your smile
You're all I've ever wanted, and my arms are open wide
'Cause you know just what to say
And you know just what to do

And I want to tell you so much, I love you






ابتسمت له وحاولت أن أختبئ خجلا منه فقال : ان اردتِ يوما الاختباء مني .. فاختبئي بي.




ثم أكمل بهدوء وهو يضحك من لفتاتي التي تحاول الفرار من عينيه وقال: جربيني لن تجدي مكانا آمن مثلي .





في تلك الأثناء طرقت صديقتي الباب ودخلت




حاولت دفعه بعيدا عني ولكن الألم منعني من استخدام قوتي





فسألتنا صديقتي : ما الذي يحدث هنا ؟





فقلت بسرعه موجهة كلامي اليه : أنت.. ألا تعرف كيف تفتح عِقدا للفتيات .





ابتسم بخبث قائلا : لا أعرف .. اخلعيه بنفسك.





قلت : نعم سأخلعه بنفسي .. ابتعد .





فابتعد عني متسولي ونظرت الينا صديقتي وكأن نظراتها تقول : لا أصدق هذا السيناريو الممل والمستهلك .





سألها ذلك المتسول قائلا : أين زوجك ؟.





ففتحت الباب وأدخلت زوجها الذي ألقى علينا التحية وعرفني به وأخبرني بأنه سمع الكثير والكثير عني ثم تبادل هو وذلك المتسول الحديث حتى استأذنا في الرحيل وخرجا معا لشرب القهوة .






وبعد رحيلهما .. اقتربت صديقتي مني وسألتني عن هاتفي النقال فأخبرتها بأني أضعته ولا أعلم حقا أين هو ,



فأخبرتني بأن والدتي تواصلت معها عبر احد مواقع التواصل الاجتماعي وسألتها عني , ثم أخبرتها بأنها قد أرسلت لي طرد ويجب أن أذهب لاستلامه من مكتب البريد .






سألتها ما اذا كنت أستطيع الخروج فأنا أشعر بأني بخير وسأعتني بنفسي خارج المشفى بشكل أفضل..



فأخبرتني أن الطبيب سيجري لي بعض الفحوصات وبعدها سيقرر موعد خروجي .





ثم سألتني قائلة : هل رأيتِ أخت زوجي .





فأجبتها : نعم قد جاءت البارحة .





فعادت تسألني قائلة : ما رأيك بها ؟





قلت : تسريحتها تقليدية وأعتقد بأنها ورثت فستانها عن جدتها .. فقد بدى لي وكأنه من أيام الستينات .





صرخت قائلة : توقفي عن ذلك هي ظريفة جدا .. اني حقا أُفكر في خطبتها لأخي .





لا أعلم لما عندها انتابني بعض الاستياء من ذلك الحديث , وما جعلني أستاء أكثر هو شعوري بأني متضايقة من ذلك .



تناولت الطعام أنا وصديقتي وبعدما رحلت قررت أن أضع حدا لمشاعري المتضاربة تلك .





وما ان اتى ذلك المتسول حتى قلت له : انا بخير اليوم .. بامكانك الرحيل .





وأعطيته ظهري وانا نائمة على سرير المشفى فقال : وان كنتي بخير سأبقى حتى نخرج معا من هذه المشفى .





قلت : رجاءً لا تُقحم نفسك في حياتي رغما عني فذلك يضايقني .





قال بتعجب : أقحم نفسي !.. هل تسمحين لي بسؤال ؟.. هل حقا قلبك صافي الاحساس محمي ؟





أجبته بغرور و بلا تردد : بالطبع هو كذلك .





فشعرت بمدى استياءه حين خرج من الغرفة مغلقا الباب خلفه بشدة





و في اليوم التالي لم يأتي , اجريت تلك الفحوصات وجاءت صديقتي وأخرجتني أخيرا من المشفى , طلبت منها أن توصلني الى مكتب البريد قبل ان نرحل للمنزل لاستلام ذلك الطرد من والدتي .





وفعلا استلمته وتفاجأت كثيرا حين وجدت أن ذلك الطرد عبارة عن تذكرة سفر مرفقة برسالة من والدتي تطلب مني فيها السفر اليها هي ووالدي , فعرفت حينها أن شتاء قلبي مع ذك المتسول وصديقتي قد انتهى.. وآن الرحيل .






كان سفري بعد ثلاثة أيام من ليلة خروجي من المشفى , وكان ذلك المتسول يتحاشى أن يراني ..



كان يعود متأخرا جدا للمنزل ويخرج منه في الصباح الباكر .



وللحقيقة ذلك علمني أني حقا أشتاق اليه كثيرا .






وأذكر أن في أحد تلك الأيام وتحديدا قبل موعد سفري بيوم , أتت الي صديقتي وأخبرتني أن هناك زائر يود رؤيتي أمام باب المنزل .





وصدمني كثيرا حين خرجت لأجده ذلك الأنيق وهو كالعادة يرتدي احدى معاطفه الأنيقة وينتظرني في الخارج .





سألته : ماذا تريد؟ .





فرحب بي قائلا: اهلا بشاعرتي الجميلة .





ابتسمت بسخرية واعدت سؤالي : ماذا تريد؟





أخبرني بأن متسولي قد أعاد له معطفه ثم أخرج هاتفي النقال من جيبه قائلا : أعتقد أن القدر يجمعنا دائما يا فتاة المظلة .. ألا تلاحظين ذلك ؟





فأخذت هاتفي منه وقلت : أعتقد بأن القدر يكره كثيرا سيارتك الرياضية ولذلك أعادك الي .




ثم التقطت حجرا من على الأرض ورميت به زجاج سيارته الأمامي حتى تحطم وقلت : الآن هي بحاجة الى خدمات .






وما ان قلت ذلك حتى انتبهت لتواجد متسولي وقدومه من خلف ذلك الأنيق.





أما ذلك الأنيق فقد ظل ينظر الي متفاجئ ما بين غضب وذهول .






دخلت الى المنزل وجلست بتوتر على الأريكة .. وبعد دقائق دخل متسولي ونظر الي بتركيز فقلت : حسنا .. لم أعتقد ان زجاج سيارته تلك سيُكسر بسهوله .





انفجر متسولي ضحكا وهو يسألني : حقا لم تعتقدي ذلك؟ .





ابتسمت ونظرت اليه كثيرا حتى خفت أن يكتشف مدى اشتياقي لضحكاته ولحديثنا الذي لا يخلو من العناد أبدا .





انسحبت بسرعه ودخلت الى غرفتي وكأني لا أبالي.. حاولت النوم وانا أحاول جاهدة أن أمحيه من بالي .. ولكن في اليوم التالي .. وانا أستعد لترك ذلك الشتاء ورائي وأحزم أمتعتي .. وجدت نفسي أبحث عنه وكأني أود الاحتفاظ به وحمله مع جميع أغراضي , شعرت بأن دموعي اختنقت في حنجرتي فأغرقت صوتي .. تساءلت : هل أحببت متسولي حقا ؟!..






احتضنت صديقتي وأنا أودعها وأسلم على زوجها وما زالت عيناي تبحث عنه ولا تراه



خرجت من المنزل وانا احاول سحب امتعتي خلفي وفجأة وجدت ذلك المتسول اخيرا ينتظرني في الخارج , وما ان رأيته حتى تركت تلك الأمتعة لتسقط أرضا



فاقترب مني متسولي كثيرا حتى وقف أمامي تماما






فدنى حتى أصبح وجهه قريباً من وجهي وقال: في المرة القادمة حين يقوم قط مثلي بإيقاف سيارة الأجرة لكِ , لا تقومي بالقاء أمتعتك أرضا .. فقد تتضرر .





فابتسمت له وقلت : سأشتاق لعنادنا الدائم .





ثم حمل تلك الأمتعة من أمامي بكل بساطه ونقلها الى سيارة الأجرة .. و أدخلني السيارة وركب بجانبي وأخبر السائق أن يتجه الى المطار.






وبقي كلانا صامتا في الطريق الى المطار .. حتى سألني : اذن ستسافرين ؟ .





قلت : نعم سأفعل أخيراً.





أسرع قائلا : هل ستعودين مرة أخرى ؟.





قلت له : لا أعرف .





وبقى بعد ذلك الصمت سيد الموقف بيننا حتى وصلنا الى المطار .

وحين وصلنا حمل لي أمتعتي ودخل معي الى صالة المسافرين في المطار ومازال الصمت يقيد شفاهنا .. كانت نظراتنا تحتال لتبني حبال التواصل بين أعيننا فتسمح لمشاعرنا بالتحدث , حتى علا مكبر الصوت وهو يُعلن عن رحلتي , فتركت يدي تمتد اليه لتصافحه .. ولكنه ...



ولكنه جذبني بقوة وقبلنَي فنجح في تحرير شفتاي فاندفعت اليه احتضنه وأتعلق به و أنا أبكي قائلة ..

قلبي ليس صافي الاحساس محمي .. أنا كاذبة ..

فأجابني قائلا : عوووووودي .. كفكفي الدموع في صمودي ...

ثم قبلني مرة أخرى وقال مازحا : هل ما زلت قطتك التي تُقبلينها رغم أنك تتحسسين منها ؟.

ضحكت من بين دموعي وقلت : أحبك .

فعاد يعلو في صالة المطار النداء الأخير على رحلتي ..

فقال بهلع : هل ستُسافرين ؟ .
أجبته : سأسافر ولكن بالطبع سأعود .

قال مسرعا : هاتفيني طوال الوقت .

قلت: بالطبع .

فعاد يقول : وراسليني كل يوم .

قلت له : بالطبع سأفعل .

وكانت آخر كلمة انتهى بها شتاء قلي ذاك هي : أحبك .


 

رد مع اقتباس
قديم 06-12-2018, 10:58 AM   #14
سيدة القصر


الصورة الرمزية سيدة القصر
سيدة القصر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Oct 2015
 أخر زيارة : 02-01-2023 (11:48 PM)
 المشاركات : 450 [ + ]
 التقييم :  14
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



للرفع..


 

رد مع اقتباس
قديم 11-24-2018, 04:03 AM   #15
سمرا
موقوف


الصورة الرمزية سمرا
سمرا غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 225
 تاريخ التسجيل :  Nov 2018
 أخر زيارة : 12-07-2018 (06:37 PM)
 المشاركات : 568 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



ما شاء الله
سلسلة نثرية رائعة

رح تابع هذه السلسلة القيمة عند عودتني ان شاء الله
وصلت لمشارك 6
انت شاعرة رائعة سيدة القصر
الله يسلم دياتك


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
السلسلة , النثرية , بقلمي , شتاء , قلبى


 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 03:57 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تصميم
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas