العودة   منتديات سيدة القصر > الأقسام الأدبية > بقلم سيدة القصر

الإهداءات
سيدة القصر : تنبيه: بخصوص أي اعلانات أو مواقيع تسويقية .. سيتم في المرة الأولى حذف المشاركة ، وفي حال تكررت المشاركة سيتم حظر العضو. إدارة المنتدى (سيدة القصر).     سيدة القصر : الفصل الحادي عشر من روايتي (عروس النار) حاليا وحصريا الآن علي منتديات سيدة القصر .. بقلمي سارة بنت طلال     سيدة القصر : الفصل السابع من رواية( عروس النار) بقلمي سارة بنت طلال الآن وحصريا فقط على منتديات سيدة القصر.     الدعم الفني : ادارة الموقع ترحب بالأعضاء والزوار في منتديات سيدة القصر .. متمنين لكم قضاء وقت ممتع وجميل داخل اقسام الموقع .. لأي استفسار أو اقتراح يرجى مراسلة مديرة الموقع مباشرة    

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 12-19-2015, 02:00 AM   #12
سيدة القصر


الصورة الرمزية سيدة القصر
سيدة القصر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Oct 2015
 أخر زيارة : 07-02-2024 (02:18 AM)
 المشاركات : 450 [ + ]
 التقييم :  14
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رثاني دون أن يشعر .. الفصل العاشر (شتاء قلبي)



علوت ذلك السياج , ونظرت الى الأفق وأغمضت عيناي , همست قائلة : مشواري معك أيتها الحياة انتهى .. أتمنى أن يحتويني العمق المتجمد في هذه البحيرة..

وها أنا على حافة النهاية بين يأسٍ وأُفق .. أعرضت عن الدنيا ولا أتذكر أني نظرت لها حيث تقف خلفي ,فلم يكن هناك شيئا يحملني على التراجع , كل ما سألته لنفسي عندها : ترى متى سيعلم والداي بمفارقتي الحياة؟ ..




أخذت خصلات شعري تحارب الهواء وتصفع وجنتاي...




تنسدل ثائرة على كتفي تحاول تقييد ذراعاي...




جن فستاني فطار خوفا من أن تزل به قدماي...




والشمس أطلقت أشعتها باتجاهي , علها توقظني فأفتح عيناي ...




ورغم ذلك ..




تركت السياج لستُ آسفة على دنياي ...




وهويت من الأعلى .. حتى اصطدم جسدي بسطح المياه في تلك البحيرة , وبدأت الآلام تغمرني وأيقنت بأني سأموت حتما بعد أن شعرت بتحطم العظام في صدري , ولم أعد قادرة على الحراك , وبدأت البحيرة تبتلعني لتحتويني في اعماقها كما تمنيت ..



الا أن أمنيتي لم تكتمل , فقد شعرت بأن هناك شيئا يسحبني لسطح الحياة, شعرت بأن هناك يدان تجاهدان في حملي ترفضان بشدة رحيلي ..



تساءلت أين أنا ؟ , ولما عادت الأرض واختطفتني مرة أخرى اليها ؟؟ فقوة الألم الذي أشعر به يحرم عيناي من الرؤية , كنت أختنق ببطيء فالتنفس يقتلني..



سمعت صراخا يصاحب صدى الصوت في ذهني..



كان الصراخ يقول : افتحي عيناك .. ارجوك ابقي معي ...



كان الصراخ يلومني ويقول : لماذا ؟؟ لماذا !!....



كان الصراخ يهمس في اذني قائلا : استيقظي .. ابقي معي.



شعرت بذراعيه تحتضنني وكأنه يحاول جمع حطام ضلوعي على صدره..



استطعت رغم الألم تمييز صوته ... فعرفت بأنه ذلك المتسول ونطقت للمرة الأولى باسمه... وقلت بهلع : لا ت ت رك ن ي .. أنا أ ح ت ضر.



فعاد صراخه يهمس في أذني : ابقي معـــــــــــــــي .. عووووودي .




و غلبه البكاء فرثاني دون أن يشعر قائلا :




عودي...





كفكفي الدموع في صمودي...





عودي...





غزلتي العشق في صدودي...





فتبِعتُكِ ولم أبتعد..





بقيت بقربكِ أرتعد..





بقيت أعاند نفسي في وجودي...





عودي...





وأخبريني لما أحببته ؟..





ما الذي فيه وجدته ؟..





وما الذي جعلكِ اليوم قيودي...





عودي.. وأخبريني الآن عودي...





دعيني أعانق عيناكِ وان لم تعانقيني..





دعيني أعلم أنكِ بخير واتركيني..





و لن أتبعك..





و سأحبك فقط ان أحببتيني..





عودي...





أتعلمين!..





هناك وعدا خبأت فيه جنون صباي..





حين رأيتك أول وهلة ..





كنتِ بعد مماتي محياي..





عاهدت نفسي أن لا أعانق شفتيكِ..





حتى تعانقي شفتاي..





وعندها أتمنى أن يعذرني غرورك..





فقد جعلتي أقفال الهوا سجنك..





ولن تملكي بعدها سواي...





عودي الي سيدتي عودي...





أيقظي بداخلي كل وعودي...





قد أهلكني حبك..





وخارت معه قواي...





(عودي) ...



جعلتني كلماته أبقى معه لبعض الوقت قبل أن يسرق الألم روحي وأنام ...

و ظننت أني سأنام الى الأبد , لم أكن أعتقد بأن ذلك المتسول سيناضل حتى يحميني من الموت ويُبقيني بعيدة عنه .

واستيقظت بعد عدة أسابيع وأنا في المشفى , لا أتذكر كيف وصلت الى هناك؟ أو كم مضى من الوقت على تواجدي فيها !! .

ورأيت صديقتي بجانبي ولكن هذه المرة ليس كصديقة وانما كممرضة ..

سألتها : أين أنا ؟

قالت : أين تظنين ! ..بالطبع انت في المشفى آنستي .

قلت : آنستك !!

أجابتني : عذرا هل أخطأت التعبير يا آنسة؟! .

فابعدت عيناي عنها ونظرت الى النافذة بجانبي والتزمت الصمت ..

اقتربت مني وقالت بصوت هادئ يكسوه الحزن والحنان : لما فعلتي ذلك ؟.

لمعت دموعي وهي تتباهى بأنها ما عادت تخاف السقوط فقلت : لأن أقل خسائري الآن ربح , فعلى الأقل وجدت مكانا يأويني .

ردت علي بنظرة بائسة ثم قالت : لا أعرف ماذا أقول .. ولكن حتى يعود اليك صوابك فسأكون ممرضتك فقط لا أكثر .



واستدارت بسرعة وكأنها تخاف أن ألمح ضعفها أمام ذلك القرار الذي قست به علي وخرجت مسرعة من غرفتي في تلك المشفى .



وعُدت أنا دون أي مبالاة لأغفو من جديد .. ولكن حين بدأت أستيقظ وقبل أن أفتح عيناي ,شعرت بيدي وهي تحاول احتضان الوسادة التي بجانبي لأقترب منها وأختبئ بها .. وللحظات شعرت وكأني مقيدة بتلك الوسادة ففتحت عيناي لأٌدرك بأن تلك الوسادة لم تكن سوى قميص ذلك المتسول الذي كان نائما بقربي و يحتضنني بشدة دون أن أشعر .

دفعته بعيدا عني ولكني شعرت بألم حاد في عظام صدري , فأمسك بي ذلك المتسول وقيد يداي وقال : لا تتحركي .. ستؤذين نفسك .

قلت له : ابتعد عني .

فأجابني : قد فات الأوان على ابتعادي .. وعذرا لن أبتعد ,, وان تحركتِ ستشعرين بالألم فاستسلمي .

قمت بالرد بكل برود وقلت : من المزعج أن تحاصرني أنت من اتجاه ويحاصرني الألم من الاتجاه الآخر .. فأختارك رغما عني .

احتضنني اكثر وهمس بأذني قائلا : أعلم مدى كرهك لي ولكن أنا .....



وعلا همس الصمت أكثر قبل أن يستسلم ويتركني قائلا : احتضني الوسادة جيدا حتى لا تشعري بالألم وحتى يسهل التئام ضلعك الذي انكسر .

ومضى مسرعا ليخرج من غرفتي في تلك المشفى .. وبعد دقائق أتت صديقتي للكشف على مؤشرات جسدي الحيوية ,, فسألتها : كيف وصلت أنا الى هنا ؟

جلست بقربي وقالت : اخي أحضرك الى هنا .

سكتت قليلا ثم أكملت : قد تبعكِ في ذلك اليوم .. وقد أخرجكِ من البحيرة .. ولأن السقطة قد حطمت عظامك فقدتِ الوعي .. فأتى بكِ الى هنا و كان يحاول بشدة ..

لم أهتم لسماع التفاصيل أكثر ففي داخلي كانت كلمات رثائه تتردد في أذني حين صرخ عودي , كنت أعرف أنه عانى ليسعفني وأعيش ..

أردت تغيير الموضوع فقلت لصديقتي بهدوء : هل ستأخذينني الى غرفة الأشعة اليوم ..أم أن بإمكاني النوم الآن ؟ .

أجابتني قائلة : خذي حبات الدواء هذه أولا .

فقلت لها بتعب : اتركيها على الطاولة بجانبي رجاءً.

فوضعتها على الطاولة ثم قالت : بإمكانك النوم ولكن لا تنسي احتضان الوسادة حتى تُشفى عظامك بسرعة .

وخرجت صديقتي فدفعت انا وسادتي بغضب وخاطبتها قائلة : أكره أن أحتاج الى أحد حتى أني أكره احتياجي لك أيضا أيتها الوسادة .. لذا أفضل أن أتمرد على ألمي .

ونسيت أمر حبات الدواء بجانبي و بقيت أعاند الألم حتى نمت ..

فاستيقظت في منتصف الليل وأنا أشعر بالألم والبرد الشديد ,, فعرفت أن حرارة جسدي مرتفعة , تحركت بخوف شديد وأسرعت بسحب الوسادة وعدت لاحتضانها خوفا من أن يزداد الألم و يزداد الأمر سوءا , أخفيت وجهي في وسادتي وحاولت كتم آهاتي التي بدأت تعلو , ولكن لم تمضي دقائق حتى فوجئت بباب غرفتي في تلك المشفى يُفتح لأجد ذلك المتسول يسألني بقلق : ما الأمر هل أنتِ بخير؟ .

فأجبته : أنا أتألم كثيرا وأشعر بالبرد الشديد .

سألني بهلع : لماذا تتألمين ألم تأخذي الدواء ؟

أجبته : قد نسيت أمره .. تركته بجانبي على الطاولة .

مضى مسرعا وأحضره وهو يتذمر : يا الهي كيف تنسين أمرا كهذا.. كيف ؟؟؟؟؟؟؟

ساعدني على الجلوس ووضع حبات الدواء في فمي وسقاني بعض الماء .. وأخذ ينظر لي وانا أحاول جذب وسادتي واحتضانها أكثر لعل ذلك الألم يخف .

وفجأة صرخ بي قائلا : اتركي هذه الوسادة الآن .

وأخذ تلك الوسادة من يدي بلطف حتى لا يؤذيني ثم رماها بغضب بعيدا عني , واحتضنني وهمس في اذني قائلا : أتعلمين أنك تدينين لي بحياتك .. وبما أنك لا تريدينها وأنا أنقذتها فقد أصبحت حياتي الآن .. فاتركيني أعتني بحياتي ولا تبعديني عنها هذه المرة.

تركته يحتضنني ولا أعلم السبب ! هل لامست كلماته مشاعري أم أني فقط احتجت للأمان وان كان منه هو .. فقط تركته يحتضنني فحسب .

أخذ يرتب بأنامله خصلات شعري ويداعبها ومضى الصمت يجول فيما بيننا حتى سألته فقلت : كيف عرفت أني أتألم ؟.

أجابني : كنت أسهر خارجا عند باب غرفتك .. فسمعت صوتك تتألمين .

سألته بغضب وأنا ممسكة بقميصه بشده : أيها المتسول لماذا تسهر عند باب غرفتي لماذا ؟؟.

صرخ قائلا : كفي عن العناد و لا تتحركي .. سيعود الألم مرة أخرى ..

فهدأت أنا خوفا من الألم فعاد يسألني قائلا: أخبريني أولا لما تناديني بالمتسول وعندها سأخبرك لماذا كنت أسهر خارج غرفتك .

قلت: منذ أول مرة قابلتك فيها حين أتيت لقصري .. رأيت نظراتك لي وهي تتسول كأنها تقول (ارحمي قلبي) .

ورفعت عيناي حتى التقت بعينيه وأكملت قائلة : وما زالت هذه النظرة المتسولة لم تختفي الى الآن .

وعدت أضع رأسي على صدره بهدوء لأستمع لتوسلات قلبه وهو يصرخ راجيا أن أرحم نبضه الثائر ..



ونمت ,, وسأستيقظ في الغد لأحكي لكم نهاية ذلك الشتاء في قلبي ...



ولا أعلم هل ستكون النهاية .. أم البداية لحبي ...



تابعوني في الجزء القادم والأخير من ( شتاء قلبي) .






بقلمي

سيدة القصر
(سارة بنت طلال)


 

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
السلسلة , النثرية , بقلمي , شتاء , قلبى


 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 03:52 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. تصميم
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas