|
12-25-2015, 06:02 AM | #1 |
|
الفصل الثالث تقف بفستان زفافها الأبيض بين ستائر الشيفون الشفافة ..و تشير لحبيبها الذي يراقبها من خلف الستائر و يبتسم لها و يناديها , ثم يحاول العبور اليها من خلف الستائر , فتقترب منه في محاولة منها للمس يديه بيديها . ولكن الستائر تقف عائقا بينهما .. تمشي وتمشي بين الستائر , هي تبحث عن مخرج يرميها في أحضانه , و هو يتتبع لمساتها بكفوفه بين الستائر .. ولكن الهواء قرر مراقصة تلك الستائر ..فراحت أطرافها ترمي به بعيدا عن حبيبته فضاعت منه و ما عاد يلمح خيالها .. وهي .. نظراتها تزداد توترا وخوفا , ما زالت تحاول سحب الستائر ولكن لا آخر لها , أخذت تركض بجنون تحارب طبقات الشيفون .. حتى اصطدمت بصدره فغمرته .. ورفعت وجهها اليه .. تريد أن تعانق بنظراتها عينيه ..فتفاجأت برجل مُظلم , هو ليس هو , ولكن لما يُحاصرها بيديه! .. . . استيقظت يارا من حلمها الغامض صارخة : خااااااااااالد . جاكلين اسقطت الكتاب الذي بين يديها , وفي حركة سريعة قامت من على الكرسي و توجهت الى يارا : سيدتي .. هل أنتِ بخير؟. يارا في فزع : من أنتِ ؟؟ و لما أنا هنا ؟ ماذا فعلتم بي؟؟. جاكلين : ارجوكِ اهدئي .. أنتِ بخير . أخذت جاكلين كوب الماء الموضوع بالقرب من سرير يارا : سيدتي تناولي بعض الماء .. وهدئي من روعك . دفعت يارا كوب الماء الذي بين يدي جاكلين فوقع أرضا , وصرخت بها : ابتعدي .. لا أريد منكم شيئا . ثم حملت احدى الزجاجات الحادة والمتناثرة من كأس الماء المكسور , و قفزت من السريربسرعة مندفعة الى احدى أركان الغرفة بفستان زفافها الذي أبت أن تبدله لها جاكلين بالليلة الماضية . صرخت وهي تُهدد : ان اقترب مني أحد سأقتل نفسي .. لا تقتربي . جاكلين في حالة فزع : لا سيدتي .. اسمحي لي أن أشرح لكِ .. رجاءً ... اهدئي رجاءً . يارا وهي تصرخ : ابتعدي .. ابتعدي . جاكلين بتوتر : حسنا لن أقترب .. فقط اتركي الزجاج من يديكِ , و وعد مني لن أقترب . يارا يزداد بكائها : لا لن أتركه .. اخرجي من هنا بسرعة .. اخرجي . خرجت جاكلين بسرعة خوفا من تهديدات يارا .. فأغلقت يارا باب الغرفة بالمفتاح . خرجت جاكلين من جناح يارا بخطوات مسرعة متوترة وفزعة وتوجهت الى مكتب منصور في الدورالأول , ودون أن تطرق الباب دخلت . منصور نظر اليها بغضب : لما لم تطرقي الباب . جاكلين بأنفاس متقطعة : سيدي .. سيدي .. السيدة يارا ! .. منصور بقلق : ما الأمر ؟! جاكلين : هي تُمسك بزجاج الكأس المكسور .. و تهدد بالانتحار . منصور لم ينطق بكلمة وبلا أي مقدمات انتفض من مكانه و ركض في اتجاه جناح يارا . دخل الى الجناح وتوجه الى غرفة النوم .. حاول فتح الباب ولكنه مُغلق , طرق الباب ولكن لم يسمع منها رداً . جن جنونه فاندفع بقوة واصطدم بالباب وكسره .. دخل فوجدها تنظر له بتحدي وهي تغرز ذلك الزجاج في عروق معصمها وتسقط أرضا أمامه . ذهب اليها بسرعة وحملها وهو يصرخ : جاكلين اطلبي الطبيب اسرعي . يارا بين يديه تنظر للدم المتدفق من معصمها وتعود بنظرها اليه .. تحاول التحدث أو ابعاده لكن ما زال الذهول يسيطر عليها , وكل ما يدور في بالها ..لما هذا الرجل هنا ؟! . . . في المشفى .. طراد : أمي أرجوك توقفي عن النحيب كأن يارا قد ماتت لا سمح الله . أم يارا والدموع على وجنتيها ترفض الطعام والحديث :.... طراد : لا أعلم لما تفعلين هذا بي .. كلي القليل فقط لتتحسني . والد يارا يتدخل : كلي يا امرأة .. ابنتك مع عشيقها الآن وان مُتي لن تكترث لأمرك. طراد وهو ينظر لوالده بنظرة بائسة : يا الهي .. ماذا حدث لكما , كيف تعتقدون بأن يارا قد تفعل ذلك . والد يارا : أنا لم أنجب ابنة قط .. فلا تذكر لي اسمها . ثم عاد بنظره الى والدة يارا ووقف متجها الى الباب وهويُكمل قائلا : اهتمي بصحتك ان أردتِ العودة الى المنزل .. أما أنا فسأعود من الآن .. وحين أخرج من هذه المشفى سأقول لجميع الناس بأن ابنتي ماتت . أما والدة يارا فظلت تلتزم الصمت . وضع طراد يديه على رأسه وهويحاول السيطرة على أعصابه , والسؤال الوحيد الذي يشغل باله ..أين هي يارا ؟! . . . عادت يارا للنوم من جديد بعد أن أعطاها الطبيب ابرة مهدئة ليستطيع تقطيب و خياطة الجروح في معصمها . كان منصور يقف بجانب النافذة المطلة على الحديقة وبقي طوال الوقت ينظر الى الخارج معطيا ظهرة للطبيب وهو يعالج يارا . الطبيب وهو يزيل القفازات موجها كلامه لجاكلين : حسنا انتهينا .. سآتي غدا لمتابعة حالتها . التفت منصور الى الطبيب وقال : كيف هي الآن . الطبيب : لا تقلق سموك ستكون زوجتك بخير .. ثم أكمل يوجه كلامه للممرضة المرافقة له : بدلي لها ملابسها؟ . جلس الطبيب على الكرسي بجانب سرير يارا وهو يكتب الوصفة الطبية لبعض الأدوية المسكنة للألم . نظر منصور بحدة للممرضة وقال : انتظري . ثم عاد بنظره الى الطبيب وقال : اخرج حتى تستطيع أن تبدل لها ملابسها . الطبيب بخجل : عذرا أنا فقط سأكتب الوصفة الطبية و أخرج . منصور : اكتبها في الخارج . خرج الطبيب وتبعه منصور , وبقيت جاكلين لتساعد الممرضة في تبديل ملابس يارا . ما ان خرج منصور حتى اندفع اليه فهد يسأل عن حال يارا فأجابه : خذ الوصفة الطبية من الطبيب .. ثم اتبعني الى المكتب . جلس على كرسي مكتبه وهو في غاية الاحباط والقلق .. بعد عشر دقائق دخل اليه فهد ونظر اليه ثم قال : يا الهي كم ذلك الطبيب مزعج .. هو يشك بأنها حادثة انتحار , وقد أخذت وقتاً طويلا لأقنعه بأنها ليست كذلك . انتبه فهد لشحوب وجه منصورفسأله : سيدي .. هل انت بخير ؟. منصور دون أي مبالاة لسؤاله : أحضر لي ملفات العمل كلها .. حتى التي أجلتها سابقا . فهد : ربما يجب أن ترتاح قليلا . منصور بحدة : نفذ أوامري رجاءً . فهد بقلة حيلة : حسنا . بقي منصور يعمل في مكتبه طوال اليوم .. حتى أنه قام بإلغاء موعد وجبة الغداء ومضى الوقت حتى قام بالغاء وجبة العشاء أيضا , وصار الوقت يمضى دون أن يتوقف منصورعن العمل . في الحادية عشرة تماما.. اتجه نحو الجناح الخاص به , دخل الى غرفة نومه واتجه مباشرة الى الشرفة , أخرج سيجارته وبدأ يُدخن وعيناه على شرفة جناح يارا الملاصق لجناحه . كاد أن يختنق من وحدته , فسأل سيجارته : تُرى كيف تتخيلي قصتنا ؟! وحين نفث الدخان من فمه وجده قد تشكل برسم ملامح يارا أمامه , فرمى سيجارته وأخذ يُشتت سُحب الدخان بغضب ويقول : لا تحاول أيها الدخان .. فلا أحد يحفظ ملامحها مثلي . ثم دخل الى غرفته وأغلق الشرفة و تعارك مع القلق حتى نام . في اليوم التالي .. جاكلين : سيدتي يارا .. قدأخبرتك بكل ما أعرفه صدقيني.. السيد منصور لديه الأسباب التي جعلته يجلبك الى هنا , بإمكانك سؤاله عنها ومؤكد سيجيبك .. لذا أرجوكِ .. كلي القليل من وجبة الافطار حتى تأخذي الدواء المسكن .. فمهمتي هنا أن تبقي في أحسن حال وبصحة جيدة . يارا تنظر الى جاكلين بتوسل : اذن أرجوك أخرجيني من هنا . جاكلين : صدقيني هذا ليس بيدي . يارا : حسنا .. دعيني فقط أتصل بوالدتي .. أخبرها بأني بخير . جاكلين : أعدك بأن أتحدث مع السيد منصور بشأن هذا .. لكن عليك أن تأكلي أولا . يارا بتحدي : ساعديني على النهوض اذن .. لأني سأتحدث مع ذلك المعتوه بنفسي . جاكلين : حسنا سيدتي .. ولكن عديني بأنك ستتناولي الطعام بعد ذلك . يارا : حسنا سأتناوله .. والآن ساعديني . بعد أن خرجت يارا من دورة المياه .. قالت لها جاكلين : تفضلي معي الى غرفة الملابس . ثم قادتها الى الغرفة المجاورة في نفس الجناح . بدأت يارا تُلاحظ فخامة الجناح وديكوراته ,, كان يغلب عليه الطابع الكلاسيكي .. ويبدو بأن الأثاث قد صُمم خصيصا ليتلاءم معه . واللون العودي الداكن يكتسح أغلب ديكورات الجناح , والأسقف المنقوشة والعالية يتدلى منها نجف الكريستال اللامع , و كل ركن يرتفع بعامود شاهق على شكل قلم قد تزين بكتابات ذهبية بخط النسخ العربي . واللوحات على الجدران كأنها تقول .. اقتربي فداخل كل برواز قصة . رغم حالة يارا النفسية السيئة الا أنها كانت مبهورة بالأناقة الفاخرة في ذلك الجناح . انتبهت جاكلين لتأخر يارا فأخرجت رأسها من غرفة الملابس قائلة : سيدتي تفضلي من هنا . دخلت يارا الى غرفة الملابس لتفاجأ بمساحات شاسعة من الرفوف والأدراج و مانيكانات العرض التي كانت تتزين بـ أفخم أطقم الإكسسوار . وكان كل شيء قد ترتب على حسب تصنيف المناسبات التي تلائمه . جاكلين : سيدتي .. ماذا تُفضلي أن تلبسي , يُوجد هذا البنطال الأبيض .. أعتقد بأنه سيكون مريح في فترة الصباح ما رأيك؟ .. ثم أكملت تقول : ولكني أميل الى ذلك الفستان الأصفر هناك .. أشعربأنه سيُناسبك أكثر . يارا ما زالت علامات التعجب بادية عليها : لمن هذه الملابس ؟! هل هي لكِ؟. جاكلين : لا سيدتي .. هذه كلها لكِ أنتِ . يارا : ماذا!! . انطلقت يارا تُبعثر الملابس وهي تحاول رؤية المقاسات .. ثم صرخت : ياالهي !! .. ثم وجهت نظراتها الى جاكلين وأكملت قائلة : أنتِ ! .. أخبريني من اشترى كل هذا ؟. جاكلين : السيد منصور فعل ذلك سيدتي . أمسكت يارا بأكتاف جاكلين وجذبتها قائلة : كيف عرف مقاسي؟! .. ولماذا؟ .. أخبريني لماذا ؟ . ثم انهارت وسقطت أرضا وهي تبكي وتقول : هل يعتقد ذلك المعتوه بأني سأبقى هنا .. ماقصته ؟ّ! ليُخبرني أحد ما قصته؟!!! احتضنت جاكلين يارا وهي في غاية الحزن على حالها . وبقيت يارا تبكي حتى قررت أن تستجمع قواها مرة أخرى وتُبعد جاكلين عنها وتقول : حسنا .. أعطني أي شيء ..سأرتدي أي شيء وليكن ذو أكمام طويلة .. وسأنزل لمقابلته , فأنا أرغب في ايجاد اجابة على سؤالي . بدلت يارا ملابسها .. ثم أخذت تبحث في تلك الرفوف عن حجاب تُغطي به شعرها , لطالما آمنت دوما بضرورة الحجاب وأهميته للمرأة .. لكنها لم تجد أثناء بحثها سوى شال شتوي قامت بلفه على رأسها لعله يفي بالغرض . ثم نزلت تتبع جاكلين التي اتجهت بها الى مكتب منصور .. كانت يارا تحاول جاهدة أن تُشجع خطواتها على المشي , حيث تبادر الى ذهنها ذكرى حديث مشرفها في العمل , عن شخصية رئيس مجموعة شركات العالي . كان يصفه في احدى اجتماعات فريق العمل بالجمعية قائلا : هذا الرجل لايعرف الرحمة أبدا .. فهو حين يُضارب بأسهمه في السوق , لابد أن تسمع بعدها بأيام معدودة وفاة أحد رجال الأعمال بالجلطة جراء خسارة أسهمه أمامه .. هو يملك نصف البلد بمعنى كلمة النصف , كما أن المناقصات التي يدخل بها .. لا يجرؤ أحد على منافسته عليها والا أطاح بشركته و أوصلها الى حد الافلاس .. حتى أنه يشاع بأنه ذات مرة , جلد أحد السائقين الخاصين به بالسوط لأنه تسبب في تأخره عن رحلته المتجهة الى منهاتن.. من ما تسبب في خسارته للمرة الأولى في حياته لإحدى المناقصات الهامة . كانت يارا تحاول ابعاد صوت مشرفها الذي أخذ يعلو في رأسها وهي توشك على مقابلة ذلك الرجل المرعب الذي اختطفها وانتشلها من أحضان فرحة عمرها . وها هو باب مكتبه الشاهق ينفتح أمامها ليصدح صدى صوته في أرجاء القصر الضخم الهائل حولها .. . . . . . . . ترى كيف سيكون مقابلتها بمنصور ؟! وترى ما اجابة سؤال يارا .. وما رد منصور العالي عليه ؟! و تُرى من الذي سيُفجر تواجده وحضوره.. مفاجأة لم نتوقعها في ذلك القصر الهائل ؟! انتظروا الفصل الرابع .. فبه من التشويق ما يستحق الانتظار . بقلمي سارة بنت طلال ملاحظة : سيكون موعد الفصل الرابع باذن الله .. يوم الأربعاء القادم . تحياتي للجميع مع تمنياتي لكم بقراءة ممتعة .
|
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدليلية (Tags) |
النار , الكاتبة , بنت , بقلم , رواية , سارة , عروس , طلال |
|
|